عبد الغفور برعي الفيوم.. كل اللي بتدور عليه هتلاقيه والسعر يبدأ من 5 جنيه
أكوام من الأغراض القديمة والمستلزمات المنزلية المستهلكة التي لم تجد لها مكانًا في منازل أصحابها فاختاروا التبرع بها لوجه الخير أو بيعها لتجار الخردة والجوالة، كل ذلك وأكثر وجد له مكانًا ببقعة تجمع الخردة بالفيوم.
يجوب "جامعو الخردة" بحي المبيضة، بين الأزقة المهجورة وحواف الحقول المترامية، يجمعون عجلات الأطفال الصدأة ومعدات النجارة وأدوات الحدادة وأجزاء من محتويات مطبخ قديم، وأطقم حمام عفا عنها الزمن، يعيدوها للحياة من جديد بلمساتهم السحرية قبل أن يعيدوا بيعها مرة أخرى بأسعار تبدأ من 5 جنيهات.
يبدأ جامعو الخردة رحلتهم في غياهب الزمن بحثًا عن الحياة وسط أكوام الخردة وبقايا الأجهزة الكهربائية القديمة التي يستعين بها الزبائن لاستبدال التالف من أجهزتهم بها، وكل تلك الأدوات التي تآكلت أطرافها، والآلات التي فقدت صخبها، تزدهر من جديد بعد إزالة طبقات الغبار عنها.
اندمج "يوسف" الشاب العشريني بين جامعي الخردة بالفيوم وأصبح واحدًا من عائلة التجار؛ قوامها عشرات من أباطرة تجار الخردة الذين يفترشون المكان، يشير إلى الزبائن دون حديث للغرض الذي يسأل عنه، فالأغراض مرتبة بعناية فائقة لا تتأثر بأكوام الصدأ التي تنخر بها.