صوت من السماء.. "حميدة" يبدع في الإنشاد الديني ببني سويف
الإنشاد الديني.. بينما تلقي أشعة الشمس أولى سهام الفجر على الأرض، فتتراقص وسط بساط العتمة الأفلة، يبدأ صوتٌ ندِيٌّ يرتفع في السماء، يشبه دعاء حملته الرياح من بعيد، ليصل إلى آذان الأرواح العطشى.
ينساب شدو "حميدة" النقي وسط الزراعات ليصطحبك في رحلة إلى أغوار النفس البشرية المثقلة بالخطايا، ليحملها نحو أنوار المغفرة الإلهية ويذكرها برحمة المولى، فتجد الروح أجنحةً تطير بها إلى السماء، فيصير الكون في لحظة واحدة كأنما هو صوتٌ واحدٌ، يردد الحمد والتسبيح لله الواحد.
ينساب حميدة ابن قرية الواسطة بين الحروف مثل مياه عذبة، لتشفي القلوب الجريحة وتمنحها راحةَ الطمأنينة، يرتفع صوته بالصلاة على النبي "صل الله عليه وسلم"، فيرفرف القلب مع الألحان، وتلامس الكلمات القلب.
وبدعم من والده ووالدته وأصدقاءه المقربين، استطاع حميدة أن يتغلب على خجله ويبادر للإنشاد وسط التجمعات فتحسن أداءه حتى تمكن من المشاركة في مسابقة اختيار أجمل صوت بيم منشدي بني سويف، والتي حصد بها المركز الثالث رغم ضعف صوته حينذاك نظرًا لمرضه، ليعيد المنظمون منحه فرصة أخرى بإعادة التسجيل لتحسين مركزه.