فنان تشكيلي يغوص في بحر الابتكار بمجسمات خشبية.. تصميمات من أخشاب الأبلكاش
لحظات تحبس الأنفاس تغوص فيها إلى بحر التفاصيل الدقيقة والمباني الزاخرة بصغائر أجزاؤها التي لا يتعدى حجمها وسع راحة اليد، بأنامل حائك مخضرم استطاع عبد الرحمن يحيى أن يضفر رحابة الخيال ومهارة الصانع البارع في مجسمات تعود إلى الحياة بدقة تفاصيلها.
يفتح دولاب الذكريات على مصرعيه، يستعيد قطع الأنتيكات الصغيرة من دهاليز الماضي يعود صبيًا يهوى جمع التحف الفريدة والماكيتات الخشبية بأشكالها المميزة ليوضبها في حجرته وبين حاجياته.
يجلس عبد الرحمن ساعات طويلة خلف حاسبه الآلى يجمع تفاصيل المجسم القادم ضمن سلسلة من الماكيتات التي يضع تصميمها بنفسه من أخشاب الأبلكاش، التي يحضرها ألواحًا بألوان مختلف من المطابع، مابين الذهبي والفضي وغيرها، توضع الألواح بين شقي ماكينة الليزر لتفريغ شكل التصميم الذي أمدها به عبد الرحمن.
ما بين الكمانجا وبرج إيفل بمقاساته المختلفة، وحامل الهاتف المحمول، والمباخر، والسفن، ومصغرات حجرات المنزل، وعلب مناديل، ولوحات مطعمة بالصدف، وحامل مصحف، وعلب تسالي، والشكمجيات، وجد عبد الرحمن ملتقى عشقه الأول في تصميم وصناعة ماكيتات الخشب، تلك الهواية التي تستأثر بجل وقت فراغه.
يفرغ عبد الرحمن من عمله، موظفًا بجامعة القاهرة، ليتوجه إلى ورشته الخاصة، روتين مقدس ألزم به نفسه منذ 3 سنوات، واصلاً الليل بالنهار لإنجاز إحدى الطلبيات الخاصة به، في هيئة مجسمات مختلفة الأحجام لمعالم سياحية شهيرة، بأسعار تتراوح من 30 جنيها إلى 150 جنيها لأكبر الأشكال وأزخمها تفاصيلاً.