الرّجل الشقيانة.. عم عيسى يدافع عن المكواة الرجل ضد النسيان بسوهاج
المكواة الرجل.. بتصميمها الخالد في الذاكرة تقع الجلابية الصعيدي، خصوصًا الشتوية المصنوعة من الصوف والقطن، على رأس القطع التي لازمها الكي بـ "المكواة الرجل"، منذ القدم، فتترك عليها المكواة بصمتها لتزيد وجاهة صاحبها عبر القرون لتخلد في ذاكرة التاريخ وتعكس هوية المصري الصعيدي.
يحافظ عم "عيسى"، أقدم مكوجي رجل بمحافظة سوهاج، على ذائقة عشاق الجلابية البلدي من الأعيان والعمد ومرتادي الأزهر الشريف من طلبة العلم والشيوخ الذين لا يرضيهم سوى الثوب مبسوط الزوايا مفرود الأنحاء.
تقع المكواة المصنوعة بالكامل من الصلب ومزودة بذراع طويلة تشبه المجداف بإحدى زوايا دكان عم عيسى منذ نحو 30 عامًا، تحكي قصص من الماضي، منذ كان في العاشرة من عمره يتلمس طريقه في البحث عن حرفة تثقل مهاراته وتدر عليه دخل مناسب، يصف عم عيسى كيف تحدت مكواة الرجل الصدأ قرنين تحت وطأة العمل المضني قبل أن تحل محلها المكواة البخار، لكن المكواة نجحت بسربال من الصلب الفلاذي الذي يغطي هيكلها أن تناهز في متانتها أعتى الهياكل الصلدة.
منذ نعومة أظافره وعبر الصبا وحتى شب عن الطوق، جرى حب المكواة الرجل بين أوردة عم "عيسى"، والتي يصفها قائلاً: "هي دي المكواة الصح مش المكواة البخار"، يواجه بالكي ومعه براثن الاندثار، في واحدة من أقدم المهن وأصعبها في كافة ضواحي مصر ومحافظاتها.