الحاج رفعت صانع الفخار.. إيده تتلف في حرير بشبرا الخيمة
الفخار .. بوجه خضيته شمس المحروسة، وقسمات شق بينها الزمن خطوط الحنكة والرزانة، يرافقنا حاج رفعت في جولة بين فواخيره بحي شبرا الخيمة، تطالعك أصيصات الزرع الخاوية جنبًا إلى جنب مع أواني الطعام وفازات الزهور الموشاة بأجمل الزخارف والألوان والطواجن وكنك القهوة وإناء الشاي والقلل وحتى الزير “المودرن”.
تصفعك رائحة غبار الطين الأسواني والبوكلا، ينما يقف صانع الفخار الفنان عم رفعت في أوساط الستينات، إلى جانب قطعه المميزة من الفخار يشرح للزبائن الفرق بين أواني الطهي وما المناسب لكل غرض وصنف، ويعيد الحياة إلى لمبات الجاز والفوانيس بإطلالة عصرية مفعمة بالفن لاتخلو من روائح الزمن الجميل.
يقلب عم رفعت القطع بين يديه فتدور كدرويش يطلب المدد من السماء، في سيمفونية من التناغم تصل السحر الكامن بين أنامل الصانع الماهر، عم رفعت، وبين الطين.
ومن بين القطع الفريدة التي أبدع عم رفعت في صناعتها "البلاص"، بمختلف حجامه والتي تتباين لتلبي احتياجات شتى بين تخزين العسل والجبنة والمش وحتى مساكن تتخذها الأرانب بعد التزاوج وعند وضع "الولدة"، وعلى غرار أسعار الزمن الجميل يعرض عم رفعت بضاعته بأسعار تبدأ من 30 جنيه وحتى 300 جنيه، لتصبح طاولته قبلة لربات البيوت وهواة القطع الفنية المميزة بمنطقة شبرا الخيمة وضواحيها.