ما مصير الاتهامات الجنائية الموجهة لترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض ؟
دونالد ترامب.. تتزايد التساؤلات حول مصير الاتهامات الموجهة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وذلك بعد فوزه باكتساح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس وعودته رسميا إلى البيت الأبيض.
وعلى الرغم من ملاحقات قانونية متعددة تواجه دونالد ترامب، فإن المشهد السياسي والقانوني يطرح العديد من السيناريوهات حول كيفية التعامل مع هذه الاتهامات بعد عودة ترامب بشكل رسمي إلى البيت الأبيض.
هل يوقع بايدن عفواً عن ترامب؟
يعد أحد السيناريوهات المطروحة احتمال أن يصدر الرئيس الحالي جو بايدن عفوًا رئاسيًا عن ترامب قبل تسليم السلطة للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وعلى الرغم من أن هذا الخيار يبدو غير مرجح، إلا أنه يظل ضمن الاحتمالات القانونية المتاحة، فالعفو الرئاسي هو حق دستوري يتمتع به الرئيس الأمريكي، ويسمح له بإصدار عفو عن أي شخص في قضايا فيدرالية وبالتالي سيكون هذا العفو بمثابة إنهاء للملاحقات القانونية التي يواجهها، ما قد يتيح له العودة إلى السياسة دون القلق بشأن القضايا القانونية المعلقة.
ومع ذلك، يظل هذا الخيار مشوبًا بعدد من المخاطر السياسية، حيث قد يواجه بايدن انتقادات شديدة من المعارضة وجزء من المجتمع الأمريكي إذا قرر اتخاذ هذه الخطوة، التي قد تُعتبر محاولة لإنهاء ملاحقات قانونية مثيرة للجدل تتعلق بترامب.
سيناريو العفو الذاتي.. ترامب قد يلجأ لهذا الخيار
والسيناريو الآخر هو أن يلجأ ترامب نفسه إلى إصدار عفو عن نفسه إذا أعيد انتخابه، وفي هذا السيناريو، يمكن لترامب أن يقوم بتعيين وزير للعدل يقوم بتعليق بعض التحقيقات أو حتى إنهائها تمامًا.
لكن هذا الخيار ليس خاليًا من التعقيدات القانونية، فعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي يملك سلطة العفو عن الأفراد في قضايا فيدرالية، إلا أن هناك نقاشًا قانونيًا حول ما إذا كان بإمكان الرئيس إصدار عفو عن نفسه.
ويعتقد العديد من الخبراء القانونيين أن الرئيس لا يحق له العفو عن نفسه، إذ يعتبرون أن هذا يتعارض مع مبدأ "عدم جواز أن يكون الشخص قاضيًا في قضيته".
ورغم هذا الجدل، من المحتمل أن يواجه ترامب تحديات قانونية في حال قرر اتخاذ هذه الخطوة، حيث إن المحاكم الأمريكية قد تتدخل لتحديد ما إذا كان هذا العفو يطابق الدستور الأمريكي، وفي حالة طرح القضية أمام المحكمة العليا، من المتوقع أن تتدخل هذه المحكمة لتحديد ما إذا كان للرئيس حق في إصدار عفو عن نفسه.
تعيين المدعي العام الجديد.. خطوة استراتيجية لترامب
من الخيارات التي قد يلجأ إليها ترامب هو تعيين مدعٍ عام أمريكي يتبنى سياسة غير صارمة تجاه التحقيقات التي تشمل ترامب. وقد يهدف هذا الإجراء إلى الحد من الضغوط القانونية التي يواجهها ترامب، إذ يستطيع المدعي العام الجديد تعليق بعض القضايا أو اتخاذ قرارات بإغلاق التحقيقات المتعلقة به، مما يساعد في تخفيف العبء القانوني عنه.
وهذه الخطوة قد تكون استراتيجية لتجنب التداعيات القانونية التي من شأنها أن تؤثر على إدارة ترامب في حال أعيد انتخابه، ومع ذلك، فإن تعيين مدعي عام تابع له قد يثير جدلًا سياسيًا واسعًا، خاصة إذا تم تفسيره على أنه تحرك لحماية ترامب من المحاسبة القانونية.
تحديات المحكمة العليا
إحدى أبرز العقبات التي قد تواجه ترامب في حال اتخذ أحد هذه الخيارات القانونية هو الموقف الذي قد تتخذه المحكمة العليا الأمريكية، فالمحكمة العليا، التي تضم تسعة قضاة يعينهم الرئيس الأمريكي، قد تكون هي الهيئة التي تبت في أي نزاع قانوني يتعلق بالعفو الرئاسي أو صلاحية الرئيس في إصدار عفو عن نفسه.
وفي ظل الظروف الحالية، يتوقع البعض أن يكون للمحكمة العليا دور كبير في تحديد الحدود القانونية لهذه القضايا، خاصة في ظل وجود حالة من الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وإذا قررت المحكمة العليا التدخل في هذه المسائل، فقد يتعين على ترامب مواجهة حكمها بشأن مدى مشروعية الإجراءات التي يتخذها لحماية نفسه من الاتهامات الموجهة إليه.