الجمعة 01 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني .. معجزة فلكية فرعونية تشهدها مصر

 تعامد الشمس على
تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني

تعد ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل بأسوان، واحدة من أبرز الأحداث الفلكية الفريدة التي تشهدها مصر مرتين في العام، في 22 فبراير و22 أكتوبر، وهذا الحدث الأسطوري الذي صممه الفراعنة منذ آلاف السنين يجذب سنويًا آلاف السياح من مختلف أنحاء العالم لمتابعة هذه الظاهرة التي تؤكد على عبقرية الحضارة المصرية القديمة في الهندسة والفلك.

ويوافيكم موقع الأيام المصرية كافة التفاصل الخاصة بهذا الحدث وتاريخ معبد أبو سبل وأهميتة خلال السطور التالية.

 تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني

تاريخ معبد أبو سمبل وأهميته الهندسية

يقع معبد أبو سمبل، الذي يعتبر أكبر معبد منحوت في الصخر في العالم، على الضفة الغربية لنهر النيل بمحافظة أسوان، وتم نحته بدقة فائقة في صخور الجبال ليكون شاهدًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة، والمعبد يتضمن تماثيل ضخمة، ويشتهر بظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، وهي ظاهرة تحدث مرتين في العام، في يومي 22 فبراير و22 أكتوبر، لترمز إلى مناسبتين مهمتين في التقويم المصري القديم: بداية موسم الفيضان والزراعة في فبراير، وموسم الحصاد في أكتوبر.

تم تصميم المعبد بحيث تخترق أشعة الشمس الممر الأمامي الذي يبلغ طوله 200 متر وتصل إلى "قدس الأقداس"، حيث تسقط أشعة الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني بجانب تماثيل الإله رع حور أخته والإله آمون، بينما يبقى تمثال الإله بتاح، إله الظلام، في الظل.

عبقرية الفراعنة في حساب الظاهرة

ما يجعل هذه الظاهرة استثنائية هو الدقة الهندسية التي استخدمها المصريون القدماء في بناء المعبد، مما سمح لأشعة الشمس بالتعامد على وجه الملك رمسيس الثاني في يومين محددين فقط كل عام، وهذه الحسابات الدقيقة التي تمت منذ آلاف السنين تعكس مدى تطور المصريين في علم الفلك والهندسة، حيث استطاعوا تصميم المعبد ليتماشى مع تحركات الشمس والمواسم الزراعية بشكل مذهل.

 تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني

الأساطير والرمزية الدينية المرتبطة بالظاهرة

لطالما حملت ظاهرة تعامد الشمس في معابد الفراعنة رمزية دينية عميقة، فقد ارتبطت هذه الظاهرة بالإله رع، إله الشمس عند المصريين القدماء، الذي كان يعتبر مصدر الحياة والضوء، وكانوا يعتقدون أن تعامد الشمس على وجه الملك داخل المعبد هو إشارة إلى بركة الإله رع على هذا الحاكم، ومنحه القوة والحكمة لحكم البلاد، كما كانت هذه الظاهرة تحمل دلالات مرتبطة بأساطير الموت والبعث، حيث كانت تعكس دورة الحياة والموت والتجدد التي آمن بها المصريون القدماء.

السياحة وتأثير الظاهرة على الاقتصاد المحلي

تساهم ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بشكل كبير في تعزيز قطاع السياحة في مصر، حيث تجذب آلاف السياح سنويًا لمتابعة هذا الحدث الفريد، ويعتبر معبد أبو سمبل وجهة مفضلة للزوار من مختلف أنحاء العالم، ليس فقط لمشاهدة المعجزة الهندسية الفلكية، بل للاستمتاع بجمال المعابد الضخمة التي تحمل تاريخًا عريقًا.

كما تساهم الظاهرة في الترويج لمصر كوجهة سياحية عالمية من خلال التغطية الإعلامية الدولية التي تحصل عليها، مما يعزز من شهرة مصر كمركز للحضارة الفرعونية، وتستفيد محافظة أسوان بشكل خاص من زيادة حركة السياح خلال فترة تعامد الشمس، مما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد المحلي من خلال إيرادات الفنادق والمطاعم والأنشطة السياحية.

ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني ليست مجرد حدث فلكي، بل هي شهادة على عظمة الحضارة المصرية القديمة وتفوقها في مجالات الهندسة والفلك، ومع استمرار هذه الظاهرة كل عام، يظل معبد أبو سمبل رمزًا للعبقرية والإبداع المصري، ودعوة مستمرة لاستكشاف المزيد من كنوز الفراعنة.

تم نسخ الرابط