خبير تربوي يكشف "لعبة الثعالب" لإفشال خطة إصلاح التعليم في مصر
أخبار وزارة التربية والتعليم.. كشف الخبير التربوي الدكتور محمد كمال الأستاذ بجامعة القاهرة، عن وجود حرب على وزارة التربية والتعليم، لإفشال خطة اصلاح التعليم، مشيرا إلى أن أي تغيير خاصةً لو كان جذريًا يترتب عليه الكثير من التحولات التي يستفيد منها البعض ويتضرر منها آخرين.
وأضاف الخبير التربوي، أن العبرة من حيث الكم والكيف فإذا كان عدد المستفيدين أكبر فإن التغيير يتم حتى لو تضرر منه البعض، كذلك من حيث الكيف فإن التغيير لو كان للأفضل فإنه يتم حتى لو أرهق الكثيرين.
وتابع الدكتور محمد كمال أن أي تغيير قد يشوبه بعض الأخطاء ويحتاج لتعديلات تظهر بالتجربة العملية على الواقع، موضحا أن العبرة هنا هل يتم رصد هذه الأخطاء من أجل معالجتها أم يتم تجاهلها وادعاء أن كل شئ صحيح ولا توجد أخطاء؟!.
خطة وزير التعليم هدفها الصالح العام
ونوه الأستاذ بجامعة الأزهر إلى أنه إذا نظرنا نظرةً سريعة للتغييرات الجذرية التي تتم في التربية والتعليم، نجد أن التغييرات تستهدف الصالح العام بوضع الأسس التي تساعد على القيام بنقلة حقيقية في التعليم بحل المشكلات التي بدونها لن يجدي أي عمل مثل حل مشكلات الكثافة وعجز المدرسين والالتزام بالحضور للطلاب والتدريس للمدرسين وغيرها من المشكلات.
وأضاف “كمال” أنه مع الرصد العملي على أرض الواقع بالزيارات اليومية المفاجئة لوزير التربية والتعليم، ونوابه وقيادات وزارة التربية والتعليم، للكثير من المدارس على مستوى الجمهورية لمعرفة المشكلات مباشرة ومتابعة نتائج القرارات المتخذة.
إفشال تجربة إصلاح التعليم
وأوضح الأستاذ بجامعة القاهرة أنه يوجد حرب تستهدف إفشال تجربة اصلاح التعليم ما قبل الجامعي، ومن مصادرها الآتي:
1- مدرسي السناتر: يمثل عودة الطلاب للمدارس ضربة قاصمة لهم وهو ما لا يريدونه فيستعينون بكل الوسائل الشريفة وغير الشريفة لضرب التجربة في كل النواحي حتى لو وصلت لشراء بعض الصفحات الكبري على السوشيال ميديا للسخرية من التغييرات الجارية وشحن أولياء الأمور ضدها.
2. بعض مدرسي المدارس خاصة في الثانوية العامة الذين أجبروا على الحضور في المدارس إلا أن كثير منهم يهمل في الشرح أو لا يشرح حتى يجبر الطلاب على الذهاب للسناتر والدروس.
3. بعض المهملين أو المنتفعين، فالمهمل لا يريد نظام يلزمه بالعمل ويكلفه بأعباء وظيفته، والمنتفع سيخسر ما كان يتكسبه بسبب الفوضى السابقة، ولعل الكثيرين يعرفون أن بعض مديري المدارس يحصلون على مرتبات المدرسين، وبعضهم يحصل على مبلغ ثابت شهريا مقابل عدم حضور المدرسين للمدرسة والتفرغ للسناتر، بل وبعضهم لا يفتح مجموعات دراسية رسميًا في مدرسته، بينما يفتح الفصول للمدرسين لإعطاء دروس خصوصية أو مجموعات دراسية خاصة بهم، ويحصل منهم على مقابل على كل طالب دون ان تعلم وزارة التربية والتعليم شيئا عن ذلك وبعلم أو بعدم علم بعض الإدارات التعليمية.
4. معلمي المواد التي تضررت من التعديلات الأخيرة وشعروا بتهميش دورهم في العملية التعليمية وخسارة غالبية دخلهم من الدروس والسناتر.
5. بعض أولياء الأمور وهم ينقسمون لفئات كثيرة ما بين من يرفضون أي تغيير أيا كان لخوفهم من تغيير روتين حياتهم، لمن هم متشائمين بطبيعتهم، لمن تفحل دورهم واصبحوا يتدخلون بشكل فج في العملية التعليمية في فترة الدكتور طارق شوقي وزير التعليم الأسبق وتعدوا دورهم كأولياء أمور، وأصبحوا يريدون التحكم في العملية التعليمية وصنعوا من أنفسهم خبراء وكل علاقتهم بالتعليم أن لهم أبناء في بعض الصفوف ولم يجدوا فرصة مماثلة في الفترة الحالية.
وأشار الخبير التربوي إلى أن كل هؤلاء يشنون حربًا لا هوادة لها من قبل بدء الدراسة من أجل هدم كل ما يتعلق بالنظام الجديد رغم أنه في معظمه تغيير للأفضل يحل معظم المشكلات كما وضحنا، دون أن يعني ذلك أنه وصل للمطلوب، بل إن هناك ظواهر مستمرة مثل عدم تناسب المناهج والتكليفات الدراسية مع المرحلة العمرية للطالب، والاستمرار في تجربة التابلت الذي طالبت دوما بتغييره بآخر أقل تكلفة والاستفادة من الفرق في أوجه الإنفاق الأخرى، إلى ظواهر ننتظر ما سيتم فيها مثل مواجهة لجان الغش الجماعي والإلكتروني في الثانوية العامة.
اقرأ أيضا..
حلول خارج الصندوق
وأوضح الخبير التربوي أن أي منصف يجد أن خطة اصلاح التعليم بها حلول كثيرة خارج الصندوق، تستهدف الصالح العام، ومثل أي تجربة فهي قابلة للتقييم بشكل مستمر لتصحيح الأخطاء وزيادة الإيجابيات والحد من السلبيات وليس لهدم المعبد على الجميع ثم نتباكى أن مستوى التعليم متراجع ونطالب بأن نكون مثل هذه الدولة أو تلك، وحين تبدأ الدولة في التنفيذ ننتقد ونهاجم كل شيء إما عن جهل.