الحكمة من إخفاء ليلة القدر.. شيخ الأزهر يكشف الأسباب

الحكمة من إخفاء ليلة القدر.. حل اليوم الجمعة الموافق 21 مارس، أولى أيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك 2025، تلك الأيام التي خصها الله تعالى بفضل عظيم، فجعل فيها ليلة خير من ألف شهر ألا وهي ليلة القدر، ومع انتهاء أولى الليالي الوترية التي من المرجح أن تصادف ليلة القدر إحداها، يتساءل الكثيرون عن الحكمة من إخفاء موعد هذه الليلة المباركة.

سبب إخفاء ليلة القدر
وفي هذا الصدد، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، إن ليلة القدر هي ليلة جليلة القدر، ساطعة النور، عظيمة الأجر والثواب، عامة البركة، شاملة الرحمة، منوهًا أنه يجب على المسلم أن يغتنم العشر الأواخر من رمضان حتى يصيب أو يدرك هذه الليلة المباركة.
وكشف أن الله تعالى أعلم نبيه الكريم موعد ليلة القدر على وجه التعيين، وإنما حجبها عن المسلمين لحكمة يعلمها، منوهًا أنه العلة من الإخفاء قد تكون لتحفيز المسلمين على الاجتهاد في العبادة والتوبة والقرب من الله تعالى في هذه الأيام المباركة.
واستشهد بما رواه البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: خرج النبي ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى (تخاصم) رجلان من المسلمين، فقال: خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرُفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة.
فضل ليلة القدر
ذكر المفتي السابق أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وجه بتحري ليلة القدر، وخاصة في الليالي ذات العدد الفردي، لعدد من الفضائل، فهي الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيها تنزل الملائكة للأرض بالرحمة والبركة.
واستدل على ذلك بما جاء عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، أخبرنا عن ليلة القدر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هِيَ فِي رَمَضَانَ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ؛ فَإِنَّهَا وِتْرٌ: فِي إِحْدَى وَعِشْرِينَ، أَوْ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ، فَمَنْ قَامَهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ».
الحكمة من إخفاء ليلة القدر
ومن جهته، قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن العلة من إخفاء ليلة القدر هي أن يجتهد المسلم في طلبها من الله عز وجل كجزء من عبادته وعمله الصالح.
وبيّن أن الله تعالى لأجل ذلك، كشف عن قدرتها وعظمتها في قوله «وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ».