كيفية إدراك ليلة القدر .. دار الإفتاء توضح
تعد ليلة القدر من أعظم الليالي في السنة، حيث تتنزل فيها الملائكة بالرحمة والمغفرة، وهي ليلة خير من ألف شهر، ولكن مع حلول العشر الأواخر من شهر رمضان، يزداد التساءل حول هذه الليلة، وموعدها وكيفية إدراكها.
كيفية إدارك ليلة القدر
وأجابت دار الإفتاء المصرية عن هذا التساؤل حيث قالت: يعتقد الكثير من المسلمين أن ليلة 27 من رمضان هي ليلة القدر، ولكن هناك إشكال إذا اختلفت مطالع الهلال في الدول الإسلامية، ففي بعض السنوات، يتوحد المسلمون في بداية الصيام، بينما في سنوات أخرى يكون هناك اختلاف بين الدول، كما يحدث عادة بين مصر والسعودية، فإذا كانت ليلة 27 في بلد، فقد تكون ليلة 26 أو 28 في بلد آخر، فمن أسعد بها؟ نحن أم هم؟ الله أعلم، ولكن هناك علامات يمكن الاستدلال بها على هذه الليلة المباركة.
حديث النبي عن ليلة القدر
تناول النبي صلى الله عليه وسلم الحديث عن ليلة القدر في عدة مراحل، فعن ابن عمر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرى أن رؤياكم تواطأت على أنها في السبع الأواخر من رمضان"، وفي حديث عائشة، وابن عباس، وأبي سعيد الخدري، قال صلى الله عليه وسلم: "التمسوها في الوتر من العشر الأواخر"، وهناك أحاديث أخرى صحيحة تقول: "التمسوها في العشر الأواخر" دون تحديد ليلة بعينها.
اختلاف العلماء في تحديد ليلة القدر
يرى الإمام الشافعي أن ليلة القدر هي ليلة 21، واستدل بأحاديث رجحت ذلك، ولكن هناك علماء آخرون قالوا بليالي أخرى مثل 23، 25، 27، 29، بل إن بعض الأحاديث الصحيحة تشير إلى آخر ليلة من رمضان.
وفي حديث زر بن حبي رضي الله عنه، قال إنه سأل أبي بن كعب عن قول عبد الله بن مسعود: "من قام السنة كلها يصيب ليلة القدر"، فقال أبي بن كعب: "يرحم الله أبا عبد الرحمن، أراد أن لا يتكل الناس، وإنه لا يعلم أنها ليلة 27"، كما ورد في الحديث أن علامة ليلة القدر هي أن الشمس في صباحها تكون بيضاء نقية بلا شعاع، مثل القمر، وهي العلامة الثابتة التي لا تتغير، لكن الليلة نفسها تتغير.
هل يمكن أن تكون ليلة القدر ليلة زوجية؟
يرى بعض العلماء أن ليلة القدر غالبًا في الليالي الوترية من العشر الأواخر، لكن قد تأتي في ليلة زوجية، مثل إذا صادفت آخر ليلة من رمضان، فإذا قام المسلم العشر الأواخر كلها، فقد أدرك ليلة القدر بإذن الله، كما قال الترمذي رحمه الله.
ولكن ليلة القدر ليست ثابتة في ليلة محددة، ولكنها في العشر الأواخر من رمضان، وأغلب الأحاديث ترجح الليالي الوترية، لكن الأهم من ذلك أن المسلم يجتهد في العبادة والقيام والدعاء في العشر الأواخر جميعها حتى يدركها، ونسأل الله أن لا يحرمنا من بركة هذه الليلة العظيمة.
