الدكتور وليد توفيق: تطبيقات الليزر ثورة مصر لعلاج الثلوت والسرطان 2030 (خاص)

سلَّط الدكتور وليد توفيق، أستاذ ورئيس قسم تطبيقات الليزر بمعهد الليزر بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة مع موقع "الأيام المصرية"، الضوء على الثورة العلمية التي تُحدثها تقنيات الليزر في شتى المجالات، بدءًا من الطب والهندسة وصولًا إلى التطبيقات البيئية والزراعية. وأكد أن الليزر يُعدّ أحد الركائز الأساسية للعلوم الحديثة التي ستُشكِّل مستقبل البشرية، إلى جانب الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية.
الليزر: مفهومه العلمي وآلية عمله
وأوضح الدكتور توفيق أن الليزر في جوهره هو حزمة ضوئية عالية التركيز، تشبه ضوء الشمس لكنها تتميز بخصائص فريدة تتيح التحكم الدقيق في شدة الإشعاع وطول موجته. ولتبسيط الفكرة، أشار إلى تشبيه تركيز أشعة الشمس عبر عدسة مكبرة، مما يؤدي إلى توليد طاقة حرارية عالية في نقطة صغيرة. هذه الآلية نفسها تُطبَّق في توليد أشعة الليزر، لكن بدقة فائقة تمكن من توجيه الطاقة إلى مساحات متناهية الصغر دون التأثير على ما حولها، مما يفتح آفاقًا واسعة للتطبيقات الدقيقة.
تطبيقات الليزر الطبية: دقة تفوق الخيال
وأبرز الدكتور توفيق الدور المحوري لـ الليزر في تطوير الطب الحديث، خاصة في مواجهة الأمراض المستعصية. ففي مجال علاج الأورام السرطانية، مثّل الليزر نقلة نوعية عبر استهداف الخلايا المريضة بدقة متناهية، دون إلحاق الضرر بالخلايا السليمة، على عكس العلاج الكيميائي الذي يُضعف الجهاز المناعي بسبب تأثيره العشوائي. وأضاف: "أُجريت تجارب ناجحة للقضاء على الخلايا السرطانية في سرطان الثدي خلال أسبوعين فقط، باستخدام تقنيات الليزر المدمجة مع جسيمات النانو، والتي تعمل على تدمير الورم دون جراحة".
كما لفت إلى تقدم الأبحاث في مواجهة سرطانات الكبد والرئة والفم، مؤكدًا أن التكامل بين الليزر وتكنولوجيا النانو يُتيح علاجات غير جراحية تقلل من مضاعفات التلوث والآثار الجانبية.
من طب الأسنان إلى الجراحات الدقيقة: تحوُّل جذري في الممارسات الطبية
في طب الأسنان، حلَّ الليزر محل الوسائل التقليدية الميكانيكية في عمليات التبييض وعلاج اللثة، حيث يضمن نتائج أسرع مع الحفاظ على سلامة الأنسجة وتفادي التلوث. أما في الجراحات، مثل العمليات القيصرية، فقد قلص الليزر من فترة التعافي عبر إحداث جروح دقيقة تُغلَق آليًا أثناء الشق الجراحي، مما يحد من النزيف ويُحسِّن التئام الجلد، خاصة لدى المرضى ذوي الأوزان المرتفعة.
وفي جراحات المخ الحساسة، تمنح أشعة الليزر جراحين دقة غير مسبوقة في استئصال الأورام، مع الحفاظ على الأنسجة السليمة وتجنب المضاعفات الخطيرة.
التطبيقات الصناعية والبيئية: نحو تنمية مستدامة
لا تقتصر فوائد الليزر على المجال الطبي، بل تمتد إلى الصناعات الثقيلة مثل تصنيع السيارات، حيث يُستخدم في قطع المعادن بدقة فائقة، وفي الزراعة لتحسين إنتاجية المحاصيل، وفي المراقبة البيئية لرصد الملوثات. وفي هذا السياق، أشار الدكتور توفيق إلى رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، والتي تعتمد على تقنيات الليزر في مواجهة التحديات البيئية، مثل ارتفاع نسب تلوث الهواء الناتج عن الانبعاثات الكربونية والزحف العمراني على المساحات الخضراء.
الخاتمة: التكنولوجيا في خدمة المجتمع وتحقيق الرؤية الرئاسية
وفي ختام حديه، أكد الدكتور وليد توفيق أن تطبيق التكنولوجيا الحديثة - وعلى رأسها الليزر وتقنيات النانو - لخدمة المجتمع وعلاج مشكلاته في مجالات الصحة والصناعة والبيئة، يأتي تماشيًا مع رؤية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تهدف إلى توظيف الابتكار العلمي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأضاف: "جهود مصر في تبني هذه التقنيات المتقدمة تُترجم إرادة قوية لبناء مستقبل يتميز بالصحة والرفاهية، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة".
وهكذا تُصبح التكنولوجيا الحديثة جسرًا يربط بين التقدم العلمي وحلول واقعية لتحديات المجتمع، مما يعكس التزام الدولة بتحويل الرؤى الاستراتيجية إلى إنجازات ملموسة، تُكرِّس مكانة مصر كرائدة في مجال الابتكار ضمن خريطة العالم الجديدة.