ما هي حدود قوامة الرجل على المرأة؟.. أمين الفتوى يحسم الجدل
ما هي حدود قوامة الرجل على المرأة؟.. لا يزال موضوع القوامة بين الرجل والمرأة يثير الجدل بين كلا الجنسين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوجد العديد من المفاهيم المغلوطة خاصة عند الرجال بشأن هذا التكليف الذي خصه الله بالرجل دون المرأة.
ما هي حدود قوامة الرجل على المرأة؟
ومن هذا المنطلق، قال الشيخ محمد طنطاوي، أمين الفتوى بـدار الإفتاء المصرية، إن القوامة التي منحها الله للرجل ليست تفويضًا للتسلط أو السيطرة، بل تكليف بأداء واجبات ومسؤوليات محددة يقابلها حقوق مشروعة للطرف الآخر.
واستشهد على حديثه بقول الله تعالى: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ"، لافتًا إلى أن القوامة تعني أن الرجل مكلف بالقيام بشؤون المرأة، بما يشمل الإنفاق والرعاية، وليس المقصود منها التحكم أو الإذلال.
وأضاف أمين الفتوى أن الله سبحانه وتعالى جعل القوامة تكليفًا يستلزم أداء حقوق الزوجة بشكل كامل، مبيّنًا أن القوامة تتطلب من الزوج تقديم واجبات إضافية تعكس مسؤوليته تجاه أسرته.
وتابع: وعلى الجانب الآخر، أقر الإسلام حق الزوج في الحصول على طاعة زوجته، شريطة أن تكون هذه الطاعة في إطار الشرع والعدالة.
ما مفهوم الطاعة بالنسبة للزوجة؟
وفيما يتعلق بمفهوم الطاعة، أشار طنطاوي إلى أن الطاعة الزوجية لا تعني الخضوع الأعمى أو القبول بأي شكل من أشكال الظلم.
واستطرد أن هناك حالات واضحة تسقط فيها هذه الطاعة، مثلما إذا أمر الزوج زوجته بمعصية، حيث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وكذلك إذا قصر الزوج في أداء واجباته الأساسية من نفقة وإعالة، فلا تلزم الزوجة بطاعته.
وأوضح الشيخ أن التقصير في النفقة، سواء كان بسبب ظروف خارجة عن إرادة الزوج أو نتيجة تعنت منه، يحدد مدى التزام الزوجة بالطاعة، ففي حال كان التقصير خارجًا عن إرادته، ينبغي للزوجة دعمه ومساندته، أما إذا كان الامتناع تعمدًا وظلمًا، فلها الحق في رفض الطاعة.
هل الزوجة ملزمة بطاعة زوجها؟
وأكد أن الزوجة غير ملزمة بالطاعة إذا طلب منها زوجها ما يفوق طاقتها وقدرتها، مستشهدًا بقول الله تعالى: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"، مسترسلًا أنه لا يجوز للزوج تحميلها أعباء فوق استطاعتها، ويحق لها الامتناع عن تنفيذ مثل هذه الطلبات.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الطاعة الزوجية لا تنفصل عن القيم الإسلامية التي تحث على المودة والرحمة، مشددًا على أن الطاعة يجب أن تكون في إطار ما يحقق استقرار الحياة الزوجية، ويخلو من أي تعارض مع أوامر الله أو تجاوز لحقوق الزوجة.