أسبوع من الحرية بعد سقوط نظام الأسد .. آمال وقلق في سوريا
في كنائس سوريا التي كانت تخنقها سنوات من الاضطهاد، احتفل المسيحيون بأول قداس يوم الأحد بعد انهيار حكومة بشار الأسد، وسط أجواء من التحول، بينما كان البعض يبكي، رفع آخرون أيديهم في الصلاة داعين من الله مستقبل أفضل لسوريا.
في هذا السياق، دعا المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، إلى إنهاء العقوبات الغربية بسرعة، في حين كان التحالف الثوري الذي أطاح بالأسد ويقوده الآن في المنفى في روسيا، يناقش كيفية المضي قدمًا.
وبحسب تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" كانت سوريا تحت رحمة عقوبات خانقة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وآخرين طيلة سنوات، ردًا على الرد العنيف لنظام الأسد على الاحتجاجات السلمية التي بدأت في 2011 وتحولت إلى حرب أهلية.
إشارة أخرى إلى رغبة السكان في العودة إلى الحياة الطبيعية تمثلت في إعادة فتح المدارس في دمشق لأول مرة منذ سقوط الأسد، حيث رفع المعلمون في مدرسة نهلة زيدان بحي المزة العلم الثوري ذو الثلاث نجوم.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات معقدة في عملية إعادة الإعمار. حيث لم يقدم القادة الجدد رؤية واضحة لكيفية حكم البلاد، كما أن الجماعة الرئيسية وراء الهجوم الذي أطاح بالأسد تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، رغم أنها بدأت بإجراء اتصالات مباشرة معها.
أشار المسؤولون في واشنطن إلى أن إدارة بايدن تفكر في إزالة تصنيف الإرهاب عن جماعة "هيئة تحرير الشام"، التي كانت في وقت ما فرعًا لتنظيم القاعدة.
من المتوقع أن تستمر الحكومة الانتقالية في الحكم حتى مارس المقبل. كما دعا وزراء الخارجية العرب إلى انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة بناءً على دستور جديد.
وقال بيدرسن: "نحتاج إلى بدء العملية السياسية التي تشمل جميع السوريين". كما دعا إلى تحقيق العدالة والمحاسبة عن الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب، حيث لا يزال بعض العائلات تبحث عن عشرات الآلاف الذين اعتقلتهم حكومة الأسد.
ردود فعل عالمية على سقوط نظام بشار الأسد
في اجتماع طارئ هذا الأسبوع مع وزراء الخارجية من الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية وتركيا، بالإضافة إلى كبار المسؤولين من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، تم الاتفاق على أن الحكومة الجديدة في سوريا يجب أن تمنع الجماعات الإرهابية مثل بقايا تنظيم الدولة من التسلل إلى البلاد، وأن تتأكد من تدمير الأسلحة الكيميائية التي كانت في عهد الأسد.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد في بيان مصور يوم الأحد أن "إسرائيل ليس لديها مصلحة في الدخول في صراع مع سوريا"، مضيفًا أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأسبوع الماضي كانت تهدف إلى إبطال تهديدات محتملة.
من جهة أخرى، دعا قادة سوريا الجدد إلى احترام حقوق الأقليات والنساء، في وقت يعاني فيه المسيحيون السوريون، الذين كانوا يمثلون 10% من السكان قبل الحرب، من النزوح أو دعم الأسد خوفًا من الجماعات الإسلامية المسلحة.
على الرغم من التحديات، أظهرت الخدمات الدينية يوم الأحد في الكنائس في جميع أنحاء سوريا أملًا جديدًا بين السكان. حيث أعرب أغوب بردكيجيان، وهو مسيحي من حلب، عن تفاؤله قائلاً: "الآن نرى أنهم يعاملوننا باحترام أكبر، ويعتنون بنا".