دينا تترك بصماتها الساحرة على الأطباق الخزفية بطريقة ساحرة| صور
دينا السويفي، الشابة الثلاثينية ذات الموهبة الاستثنائية، تحمل في قلبها شغفًا خاصًا بالفن والرسم، استطاعت من خلاله أن تحول قطع الخزف والسيراميك المحطمة إلى لوحات فنية تنبض بالحياة. هذا الإبداع الذي استلهمته من شظايا الماضي جاء بفضل صدفة غيرت مسار حياتها، حينما طلبت منها صديقتها مساعدتها في مشروع تخرجها، ليتدفق الإلهام إلى وجدانها ويبدأ طريقها الفني الذي جمع بين الجمال البسيط والأصالة.
تأثرت دينا بمزاجها الفرنسي الأرستقراطي الذي اكتسبته خلال دراستها اللغة الفرنسية بكلية التربية في عين شمس، بالإضافة إلى نشأتها في حي خان الخليلي العريق، الذي أتاح لها التفاعل مع الفنون الإسلامية. هذا المزج بين الجذور الإسلامية والهوى الفرنسي منح فنها طابعًا فريدًا. جسدت دينا جمال البوهو والسيراميك في لوحاتها، حيث مزجت بين الأصالة والعصرية، ما جعل أعمالها تحظى بشعبية واسعة، خاصة بين محبي الفنون الأجانب الذين يتوافدون لشراء الأطباق الخزفية المزخرفة التي تعرضها في المعارض.
تروي دينا من خلال رسوماتها الكثير من مشاعرها وتجاربها الشخصية، فهي توثق حالاتها النفسية والمزاجية عبر فصول السنة، فتبدو لوحات الشتاء دافئة وتبعث في النفس الحنين، بينما تتزين لوحات الصيف بأجوائه المشمسة على رمال البحر الذهبية.
دينا أيضًا أسست مركز "باب 18"، الذي يعكس جزءًا من عالمها الفني. يدير هذا المركز نفسه، حيث يتيح للآخرين فرصة تعلم فنون الرسم، الموسيقى، وتصميم الأثاث، والنحت، وحتى تعلم كتابة الخط العربي. في هذا المركز، أضافت دينا لمستها الخاصة، مما أتاح لها بيئة مثالية لتطوير موهبتها وتوسيع نطاق أعمالها.
ورغم التحديات التي واجهتها، مثل ارتفاع أسعار الخامات، إلا أن دينا تمسكت بحلمها بفضل دعم أسرتها وزوجها الذين ساندوها في بداية مسيرتها. بمرور الوقت، أصبحت علامتها التجارية تحمل اسمها، وأصبحت تُعرف بتقديم أعمال فنية من الخزف والسيراميك المزخرف الذي يعكس عواطفها وتفاصيل حياتها.
إلى جانب فنها، تأمل دينا أن تساهم في تعليم الأطفال غير القادرين على الرسم والتصميم، وتوظف مهاراتها لتدريبهم على التعبير الفني. حلمها أن يصبح مركز "باب 18" أحد أهم مراكز الفنون في مصر والوطن العربي، حيث تبذل جهدًا كبيرًا لتحقيق هذا الهدف.