بركاتك يا ستنا السيدة زينب.. الكل في حضرة «أم العواجز» آمن
تطأ حي أم العجائز، السيدة زينب، أقدام شتى من البشر في يوم الجمعة من كل أسبوع، يتشابك النسيج المصري الأصيل بمختلف ألوانه ليرسم صورة رائعة لميدان السيدة زينب رضي الله عنها، وبين الأغطية البيضاء وأوشحة الدراويش الخضراء وجلابيب الصعايدة والعمم يتدثر الرجال بالجبب من لفحات هواء نوفمبر الباردة ساعين لتلبية نداء أهل البيت يغدقون على بسطائه بالأرغفة المكدسة بالثريد وينثرون النذر على أعتاب صاحبة هذا المقام.
يصدح نداء الحق في الميدان "الله أكبر"، تهدأ الجلبة رويدًا قبل أن يعود زخم الأصوات من جديد مزيج من نداءات الباعة وأصوات الابتهالات الآتية عن مكبر صوت صغير يجاور رجل أربعيني يقطعها صوت صياح الصبية وكركرة الشيشة المتصاعدة عن أحد المقاهي البلدي المتناثرة وتوسلات أبناء السبيل، يزداد وجه الميدان بهاءً مع اقتراب اليوم الموعود ويضوي بريق الزينات فرحًا بالسيدة زينب.
الشيخ أسامة: حبًا في أهل البيت
يقف بلحيته البيضاء أمام "تكية السيدة زينب"، موزعًا أكواب الشراب الحلو "حبًا في أهل البيت"، كما يردد بين كل جملة يتلفظ بها يزيلها بالصلاة على أشرف المرسلين، يصل "الشيخ أسامة" ميدان السيدة زينب صبيحة كل جمعة ليغدق على الفقراء والمساكين وعابري السبيل من خيرات رزق الله وفضله، يعاونه عم "يحيى"، العجوز الخمسيني الذي ينشد مع كل كوب يقدمه وكل "رغيف خبز"، صلي على الحبيب قلبك يطيب.
يتحول سرادق الشيخ أسامة إلى قبلة لمحبي "أم هاشم" وزوارها من الذين اعتادوا المرور لإلقاء تحية السلام على "أم العواجز" في مقامها العالي، الجمعة من كل أسبوع، عادة رافقت عم أسامة لسنوات وجعلت وجهه إحدى معالم الميدان المميزة وتناول "الشربات" من يديه يضاعف بركة زيارة حبيبة النبي.