هل معاتبة الوالدين من العقوق؟.. داعية إسلامي يفجر مفاجأة

هل معاتبة الوالدين من العقوق؟.. تعتبر طاعة الوالدين والإحسان إليهما من أعظم القيم التي دعا إليها الإسلام، فبر الوالدين ليس مجرد واجب ديني، بل هو دليل على عمق الرحمة والإنسانية في قلب المسلم. 

ولأن العلاقة بين الأبناء وآبائهم قد يشوبها أحيانًا بعض التحديات، فإن الإسلام وضع ضوابط واضحة للتعامل مع الوالدين، ليبقى البر هو الأساس والرحمة هي الدافع.

هل معاتبة الوالدين من العقوق؟

وفي هذا الصدد، أكد الداعية الإسلامي الشيخ رمضان عبد المعز، أن التعامل مع الوالدين يجب أن يقوم على الرحمة والرفق، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} [الإسراء: 24]. 

وأوضح خلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون"، أن الأبناء ليس من حقهم محاسبة الوالدين أو الرد عليهما، حتى في حال وقوعهما في الخطأ. 

وأشار إلى أن العلاقة مع الوالدين ينبغي أن تكون قائمة على التسليم والاحترام، مستدلًا بقوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].

مجادلة الوالدين.. هل هي عقوق؟

أوضح القرآن الكريم والسنة النبوية أن الإحسان إلى الوالدين شرط أساسي في طاعتهما، شريطة ألا يكون في معصية الله، يقول الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23]. 

وأكد العلماء أن العقوق يشمل كل ما يؤذي الوالدين من قول أو فعل، إلا إذا كان في أمر بمعصية.

ترتيب الأولويات بين الأب والأم

وإذا تعارضت أوامر الوالدين، فإن الأفضل محاولة التوفيق بينهما، ولكن إذا تعذر ذلك، فإن تقديم طاعة أحدهما يعتمد على المصلحة. 

فإذا كان أمر الأب فيه مصلحة واضحة، وأمر الأم مجرد تعنت، تقدم طاعة الأب، والعكس صحيح، أما إذا كان الأمران متساويين، فتقدم طاعة الأم استنادًا إلى الحديث النبوي الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك".

لا يفوتك

ما حكم صلاة المرأة في وجود رجال؟.. الإفتاء تحسم الجدل

حكم العمل في محل تجاري يبيع بعض المحرمات.. الإفتاء تفجر مفاجأة

لماذا تقدم طاعة الأم؟

أوضح الإمام النووي أن تقديم الأم في البر يعود إلى عظيم معاناتها في الحمل والولادة والإرضاع والتربية، وهي مشقة تجعلها أحق الناس بحسن الصحبة. 

وهذا ما أكده العلماء أيضًا مثل الحسن البصري، الذي قال: "تبذل لهما ما ملكت وتطيعهما فيما أمراك ما لم يكن معصية".

حكم معاتبة الوالدين

لا يجوز للأبناء معاتبة الوالدين أو الرد عليهما، إذ يرى الإسلام أن الوالدين في مقام لا يُحاسب عليه أحد. 

وأوصى الشيخ رمضان عبد المعز بأن يكون الأبناء رحماء ليس فقط بالوالدين، بل أيضًا بالصغار والضعفاء والأيتام، مستشهدًا بقوله تعالى: {كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} [الفجر: 17]. 

وأكد على أهمية التقدير والاحترام لكل من يقدم المساعدة، لأننا جميعًا في خدمة بعضنا البعض.