ما حكم صلاة المرأة في وجود رجال؟.. الإفتاء تحسم الجدل
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤالًا جاء نصه كالآتي: "ما حكم صلاة المرأة في وجود رجال من غير المحارم؟ فأنا أعمل موظفة في مكتب فيه رجال ونساء، ويدخل عليَّ وقت صلاة الفريضة فأصلي الصلاة في مكتبي في حضور الرجال؛ فهل تصح الصلاة؟ وهل يجوز لي أنْ أصليَ جالسة على الكرسي بحضرة الرجال من غير المحارم؟ وقد أخبرني بعض الزملاء أنَّ السادة المالكية أجازوا الصلاة من جلوس في هذه الحالة؟ فهل هذا صحيح؟".
ما حكم صلاة المرأة في وجود رجال؟
وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز للمرأة أن تصلي بحضرة الرجال الأجانب، ولا إثم عليها، ولا يجوز لها تأخير الصلاة عن وقتها، بشرط استيفاء أركان الصلاة وشروطها.
وأكدت أنه لا تُشترط خلوة المرأة عن أعين الرجال الأجانب لصحة صلاتها، ولا يُعد ذلك شرطًا أو ركنًا من أركان الصلاة، مضيفة أن الفقهاء أجمعوا على أن العبادات إذا استوفت شروطها وأركانها فهي صحيحة.
هل يجوز للمرأة أن تصلي جالسة عند وجود رجال أجانب؟
وأضافت الدار أنه لا يجوز للمرأة تأخير الصلاة عن وقتها المفروض بحجة وجود رجال أجانب، كما لا يجوز لها الجلوس في الصلاة مع القدرة على القيام حتى ولو كانت الصلاة بحضرة رجال أجانب.
ونوهت أنه في حال صلت بحضرة رجال أجانب، فإن الواجب عليها أن تُسِرُّ في الصلاة مطلقًا، سواء كانت الصلاة سرية أو جهرية.
واستشهدت على حديثها بما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «صَلَّيْتُ أَنَا وَيَتِيمٌ فِي بَيْتِنَا خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَأُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا».
وذكرت أن عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، شهد مواقف تؤكد على السماحة في أداء العبادات، حيث كانت النساء يصلين في المساجد بجوار الرجال دون حواجز، مستدلة بما روي عن أبي قتادة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَأَقُومُ فِي الصَّلَاةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي؛ كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ».