الفئران حولتها كابوس.. تفاصيل أشرس هجوم على جزيرة شهيرة بالبحر المتوسط

جزيرة شهيرة على موقع إنستجرام، كانت تُعتبر الأجمل في البحر الأبيض المتوسط، تحولت الآن إلى كابوس مليء بالفئران، يشبه "حيًا فقيرًا متداعيًا في بلد مهجور".

اكتسبت جزيرة كومينو المالطية الصغيرة شهرة عالمية بفضل مياهها الزرقاء الفاتحة الجميلة وخليجها الجيري الشهير المعروف باسم البحيرة الزرقاء. 

وتعززت شعبية الجزيرة الخلابة بفضل المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يتدفقون إلى كومينو للحصول على الصورة المثالية وظهورها في أفلام هوليوود الناجحة مثل طروادة.

ومع ذلك، وعلى الرغم من وصفها من قبل هيئة السياحة في مالطا بأنها "أجمل بقعة في البحر الأبيض المتوسط"، فإن كومينو تعاني الآن من السياحة المفرطة.

خلال فصل الصيف، يتم إنزال قوارب محملة بما يصل إلى 10 آلاف سائح كل يوم، ثم يتم حشرهم في الخليج المزدحم. 

تحيط الحانات المؤقتة التي تعزف الموسيقى الصاخبة بالضيوف وتقدم المشروبات الكحولية والوجبات الخفيفة التي يتم تركها بعد ذلك كقمامة توفر مصدرًا غذائيًا سهلاً لسكان الفئران المتزايدين في كومينو.

ويناضل النشطاء في مالطا الآن من أجل حماية كومينو، التي من المفترض أن تكون محمية طبيعية ومحمية للطيور، من الدمار في المستقبل. 

ومن بين هذه المجموعات حركة "جرافيتي"، وهي منظمة من المجتمع المدني، تطالب بتغيير جذري في طريقة إدارة الجزيرة.

بالنسبة لسكان جوزو ومالطا، الوضع كابوس، ولم يعودوا يقصدون الجزيرة، لقد سيطرت مصالح تجارية متنافسة على كومينو، حيث بها 11 كشكًا لبيع الطعام والشراب، من أجل جني أكبر قدر ممكن من الأرباح من الجزيرة، وفقًا لصحيفة ديلي تلجراف .

وزعمت منظمات غير حكومية في مالطا أن السلطات المالطية تجاهلت دراسة حول عدد السياح الذين يمكن للجزيرة أن تدعمهم، لكن العديد من السكان المحليين يرون بوضوح الضرر الناجم عن السياحة المفرطة.

وفي رسائل مكتوبة انتقد السكان ولاية كومينو، وقال أحدهم إن البحيرة الزرقاء الشهيرة أصبحت الآن أشبه بـ "بعض الأحياء الفقيرة المهجورة في بلد مهجور"، بينما كتب آخر: "لقد تحولت هذه الجزيرة الجميلة إلى سيرك ولن أقترب منها مرة أخرى حتى لو دفعت لي المال".

واقترح وزير السياحة إيان بورج خفض عدد الزوار المسموح لهم بزيارة الجزيرة يوميًا من 10 آلاف إلى 5 آلاف، ولتطبيق هذا القانون، ستحتاج الحكومة إلى التواصل مع مشغلي القوارب التجارية لمعرفة عدد الركاب الذين ينقلونهم وعدد الرحلات التي يقومون بها كل يوم.

وتعهد بورج أيضًا بمراجعة عدد الحانات المسموح لها بالعمل وتثبيت المراحيض العامة.

ويأمل مارك سلطانة، الرئيس التنفيذي لمنظمة BirdLife Malta، أن تكون حالة البحيرة الزرقاء بمثابة جرس إنذار للسياسيين والمطورين على حد سواء، واحترام وضع كومينو كمحمية طبيعية من خلال إزالة القمامة يوميًا ووضع حد أقصى لعدد السياح.

تعتبر كومينو رمزًا للقضايا الأوسع نطاقًا التي تسببها السياحة في مالطا، الدولة الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها ما يزيد قليلاً عن 500 ألف نسمة، وشهدت 3.6 مليون زائر في العام الماضي.