الخميس 21 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

وقود HALEU .. مستقبل الطاقة النووية وتحديات الإنتاج العالمي

وقود HALEU .. مستقبل
وقود HALEU .. مستقبل الطاقة النووية وتحديات الإنتاج العالمي

وقود HALEU .. مستقبل الطاقة النووية وتحديات الإنتاج العالمي، يعد الوقود النووي عالي التخصيب (HALEU) أحد العناصر الأساسية لتشغيل المفاعلات النووية الصغيرة، التي تمثل تطورًا نوعيًا في عالم الطاقة، ويتميز هذا الوقود بنسبة تخصيب تتراوح بين 5% و20% من اليورانيوم 235، مقارنة بنسبة 5% فقط في المفاعلات التقليدية، وبهذا المستوى العالي من التخصيب، يمكن للمفاعلات الصغيرة إنتاج طاقة أكبر باستخدام كميات أقل من الوقود، ما يجعلها أكثر كفاءة واستدامة.

بحسب وزارة الطاقة الأمريكية، يساعد وقود (HALEU) على تحسين أداء المفاعلات الصغيرة، وزيادة عمرها التشغيلي بفضل دعم عنصر الصوديوم المستخدم في عملية التبريد، الذي يطيل عمر التشغيل ويزيد من كفاءة استهلاك الوقود، تابع مع الأيام المصرية.

تحديات إنتاج وقود (HALEU)

على الرغم من المزايا الكبيرة لوقود (HALEU)، يواجه إنتاجه على نطاق تجاري تحديات كبيرة، وتهيمن روسيا حاليًا على السوق العالمي لتصدير هذا الوقود، في وقت تفرض فيه الولايات المتحدة حظرًا على استيراد اليورانيوم من روسيا منذ مايو الماضي، ونتيجة لذلك، تواجه الصناعة النووية الأمريكية ضغوطًا هائلة للبحث عن مصادر بديلة.

تقدر وزارة الطاقة الأمريكية أن البلاد ستحتاج إلى أكثر من 40 طنًا متريًا من وقود (HALEU) بحلول نهاية العقد الحالي. ومع ذلك، فإن قدرة الإنتاج المحلي لا تزال غير كافية لتلبية هذا الطلب المتزايد.

حلول مبتكرة ولكن غير كافية لإنتاج (HALEU)

تعمل وزارة الطاقة الأمريكية على تطوير تقنيات جديدة لإنتاج (HALEU) من خلال إعادة تدوير الوقود النووي المستعمل في مفاعلات الأبحاث، ورغم أن هذه التقنيات يمكن أن توفر كميات صغيرة من الوقود على المدى القريب، إلا أنها تظل محدودة وغير قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للصناعة النووية.

التحديات التنظيمية في المفاعلات الصغيرة

  • بطء الموافقات: تصميم المفاعلات النووية الصغيرة يعد من التقنيات الحديثة نسبيًا، مما يستدعي موافقات تنظيمية تستغرق سنوات طويلة، وتحتاج هذه التصاميم إلى دراسات معمقة لضمان سلامتها، وهو أمر يبطئ من عملية تطوير الصناعة النووية في الولايات المتحدة.
  • نقص التعاون الدولي: تشكل السياسات الاقتصادية الأمريكية تحديًا آخر، حيث تقيد التعاون مع الدول الرائدة في هذا المجال، مثل الصين وروسيا، وفي حين تعتمد هذه الدول على تقنيات مبتكرة وبنية تحتية متطورة لدعم تطور المفاعلات الصغيرة.

الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية

على الرغم من تغلغل الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات، إلا أن استخدامه في المفاعلات النووية يواجه حذرًا شديدًا من الجهات التنظيمية مثل اللجنة التنظيمية النووية الأمريكية (NRC)، وتعتمد المفاعلات على مبادئ فيزيائية واضحة، مما يجعل الحاجة إلى الذكاء الاصطناعي محدودة، وومع ذلك، يعد الذكاء الاصطناعي جزءًا من تشغيل مراكز البيانات، التي تعتمد بشكل متزايد على الطاقة النووية.

يمثل الوقود النووي عالي التخصيب (HALEU) فرصة كبيرة لتطوير المفاعلات الصغيرة التي تعد مستقبل الطاقة النظيفة ومع ذلك، فإن تجاوز العقبات الحالية يتطلب تعاونًا دوليًا وسياسات مرنة لدعم تطوير هذه الصناعة الواعدة، وضمان استقلالية مصادر الوقود بعيدًا عن الهيمنة الخارجية.

تم نسخ الرابط