ما حكم تسمية الجمعة السوداء بهذا الاسم؟
ما حكم تسمية الجمعة السوداء بهذا الاسم؟.. يعتبر يوم الجمعة في الإسلام من أفضل أيام الأسبوع، حيث يحمل الكثير من البركات والخيرات وقد جعله الله عيدًا أسبوعيًا للمسلمين، تتجلى فيه النفحات الربانية وتتضاعف فيه الحسنات وتستجاب فيه الدعوات.
ومع ذلك، ظهرت في الآونة الأخيرة مصطلحات دخيلة تصف الجمعة بأوصاف لا تليق بمكانتها، من بينها "الجمعة السوداء" أو "بلاك فرايدي"، مما أثار تساؤلات حول جواز استخدامها.
ما حكم تسمية الجمعة السوداء بهذا الاسم؟
وفي هذا الصدد، قال الدكتور فتحي عثمان الفقي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن وصف الجمعة بالسواد لا يجوز شرعًا، لما فيه من تقليل من شأن يوم عظيم في الإسلام.
وبيّن أن جميع أيام الله مليئة بالخير والبركة، ويجب ألا توصف بالسواد أو بأي وصف يحمل معنى سلبيًا، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الدهرَ، فإن اللهَ هو الدهرُ"، مشيرًا إلى أن إطلاق مثل هذه الأوصاف على الأيام يُعد نوعًا من التعدي على فضل الله فيها.
وأضاف الفقي أن يوم الجمعة هو عيد للمسلمين، فلا يليق تسميته بـ"الجمعة السوداء"، داعيًا إلى استبدال هذه التسمية بمصطلحات إيجابية مثل "الجمعة البيضاء" أو "الجمعة المباركة"، مستشهدًا بما جاء في السنة الشريفة: خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمسُ يومَ الجمعةِ، فيه خُلق آدمُ وفيه أُدخل الجنةَ، وفيه أُهبط منها، وفيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ يصلي فيسأل اللهُ فيها شيئًا إلا أعطاهُ إياه.
وأكد أن استخدام مصطلح "الجمعة السوداء" يتنافى مع روح هذا اليوم، خاصة أن الهدف منه هو تقديم تخفيضات وعروض تسعد الناس وتخفف عنهم أعباء الحياة، متسائلًا: كيف نصف يومًا يحمل الخير للناس بالسواد؟ ولماذا لا يُطلق هذا الوصف على يوم آخر؟ وأوضح أن إطلاق مثل هذه المصطلحات يعكس عدم التوافق بين اللفظ والمضمون.
ودعا إلى استخدام بدائل تعكس البهجة والفضل، مثل "الجمعة البيضاء"، بما يتماشى مع القيم الإسلامية واللغة الإيجابية التي تحث عليها الشريعة.
وشدد على أهمية مراجعة المصطلحات المستوردة من الثقافات الأخرى، خاصة تلك التي تتعارض مع تعاليم الإسلام، مناشدًا المسلمين بتبني أسماء تحمل الطابع الإيجابي وتعزز قيمة الأيام المباركة، مشيرًا إلى أن مثل هذه المصطلحات قد تحمل أثرًا معنويًا كبيرًا في تعزيز احترام الشعائر وتعظيم الأيام التي فضلها الله على غيرها.
قصة الجمعة السوداء أو بلاك فرايدي
يعود مصطلح الجمعة السوداء أو Blak Friday، إلى القرن التاسع عشر، حيث ارتبط بالأزمة الاقتصادية التي اجتاحت الولايات المتحدة عام 1869.
وفي ذلك الوقت، شهد الاقتصاد الأمريكي حالة ركود كبيرة، أدت إلى كساد البضائع وتوقف حركة البيع والشراء، ومن أجل مواجهة الخسائر، لجأت المتاجر إلى تقديم تخفيضات كبيرة على السلع، وهو ما ساعد على إنعاش الأسواق تدريجيًا.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه التخفيضات تقليدًا سنويًا في أمريكا، حيث تقدم المتاجر عروضا كبيرة تصل إلى 90% على منتجاتها، ورغم الطابع التجاري لهذه الظاهرة، فإن وصفها بالسواد ارتبط بالبداية المأساوية للأزمة.