الجمعة 01 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

هل كان سعد زغلول ماسونيًا.. كواليس ظهور الماسونية في مصر

هل كان سعد زغلول
هل كان سعد زغلول ماسوني

هل كان سعد زغلول ماسونيًا .. يتساءل البعض في ذكرى تشكيل سعد زغلول أول وزارة شعبية في مصر عن حقيقة ما إذا كان سعد زغلول ماسونيًا أم لا، وفي هذا الإطار ينشر موقع الأيام المصرية التفاصيل الخاصة بهذا الخبر.

هل كان سعد زغلول ماسونيًا

هل كان سعد زغلول ماسونيًا

ذكر الكاتب الروائي مجيد طوبيا في كتابه مصر عبر العصور، الذي لم ينشره قبل وفاته كواليس ظهور الماسونية في مصر، وكشف عن الشخصيات التي انتمت إليها، حيث يقدم طوبيا في مبحث خاص حول الماسونية معلومات قيمة حول جذور هذا المذهب وأثره في المجتمع المصري.

مفاهيم الماسونية

يشير طوبيا إلى أن الماسونيين يطلقون على الله اسم "يعلبون" (Jabulon)، وهو اسم مركب من ثلاث كلمات: يهوه (إله إسرائيل)، بعل (إله الكنعانيين)، و"أون" (الاسم العبري لمدينة "عونو" المصرية، المعروفة عند الإغريق باسم "عين شمس")، وكانت "عين شمس" مركزًا للعلم والحكمة وعبادة الشمس، ولا تزال رموز الماسونية تشبه الهيروغليفية، مثل الأهرام والعين، التي تتصدر خاتم شعار أمريكا الرسمي وعملتها الورقية.

كيف انتقل سعد زغلول من ارتداء الزي الأزهري إلى تبني الأفكار الليبرالية؟ وما هي العوامل التي أثرت عليه في هذا التحول؟

سعد زغلول، الذي ألف كتابًا عن الفقه الشافعي، وهو العمل الوحيد له، قدمه بعبارة "ألفه الفقير إلى الله تعالى الشيخ سعد زغلول الشافعي المذهب من طلاب الأزهر الشريف".

 بعد أن بدأ عمله في المحاماة، قرر تغيير زيّه الأزهري واستبدل الطربوش بالعمامة. 

هذا التغيير لم يكن بدافع من الليبرالية أو لأي أسباب أخرى كما يزعم بعض خصومه، بل نابع من فهمه العميق لليبرالية.

 فقد كان يرى أن هذا الفهم هو ما دفعه لدعم علماء الأزهر في العديد من القضايا التي كانت تتعارض مع العقيدة الإسلامية.

هل كان سعد زغلول ماسونيًا

جورجي زيدان.. مؤرخ الماسونية

يعتبر جورجي زيدان أول من أرّخ للماسونية باللغة العربية، حيث ربطها بعصر بناة الأهرام والمعابد الضخمة، ويعزو عودتها في العصر الحديث إلى الحملة الفرنسية عام 1798، عندما أسس نابليون وكليبر وبعض قواده محفلًا ماسونيًا في مصر.

المحافل الماسونية الأولى

يستدرك طوبيا أن بعض الإيطاليين أسسوا محفلًا ماسونيًا بالإسكندرية عام 1830، تلاه آخر في القاهرة عام 1838، ثم ثالث في الإسكندرية عام 1845 باسم "الأهرام"، تحت رعاية "الشرق الأعظم الفرنسي"، وشهدت هذه المحافل انضمام عدد من الأجانب والمصريين، مثل الأمير حليم ابن محمد علي والأمير عبد القادر الجزائري، وكان لها دور في نشر الماسونية في مصر.

المحافل الإنجليزية

تأسست محافل أخرى تابعة للمجلس العالمي الإيطالي والفرنسي، وفي عام 1867، أنشأ الإنجليز عدة محافل في القاهرة، مما أدى إلى توسيع نطاق الماسونية في مصر قبل الاحتلال البريطاني.

هل كان سعد زغلول ماسونيًا

جمال الدين الأفغاني يستخدم الماسونية لأغراض سياسية

أثناء الحركة الوطنية ضد التدخل الأجنبي في مصر، حاول جمال الدين الأفغاني استخدام الماسونية لأغراضه السياسية، حيث كان يسعى لعزل الخديوي إسماعيل وتعيين ابنه توفيق، وقد اكتشفت أوراقه الخاصة، المنشورة في جامعة طهران عام 1963، مسودة طلب التحاقه بأحد المحافل الماسونية، حيث أشار إلى نفسه كمدرس فلسفي في مصر.

رغم انتمائه المبدئي، انسحب الأفغاني سريعًا عندما أدرك عدم جدوى الماسونية، وفقًا لما ذكره الشيخ محمد عبده لأحد المستشرقين.

استقطاب الشخصيات المؤثرة

اهتمت المحافل الماسونية باستقطاب الشخصيات البارزة، بما في ذلك الجاليات الأجنبية والأقليات مثل اليهود، وكان لجورج، نائب القنصل الإنجليزي في مصر، دور في جمع المعلومات عبر المحافل، وكذلك بعض جنرالات الاحتلال الذين حكموا مصر والسودان لاحقًا.

هل كان سعد زغلول ماسونيًا .. الخديوي توفيق ودوره الماسوني

شغل الخديوي توفيق، ابن إسماعيل، منصب "الأستاذ الأعظم" حتى وفاته في يناير 1892، وتولى إدريس راغب، ابن إسماعيل راغب، المنصب بعده، وتم ضم أسماء بارزة أخرى للماسونية في بدايات القرن العشرين، مثل ولي الدين يكن، سعد زغلول، والشيخ حسن مأمون.

الماسونية في الثلاثينيات

في الثلاثينيات، انضم فنانون مثل يوسف وهبي وأحمد ماهر إلى الماسونية، مما ساهم في تعزيز مكانتها في المجتمع المصري، وكان سعد زغلول "نائب أستاذ أعظم"، مما يعكس أهمية الماسونية وتأثيرها الواسع في الحياة السياسية والثقافية في مصر.

وتُظهر دراسة طوبيا حول الماسونية في مصر كيف تداخلت هذه الحركة مع التاريخ السياسي والاجتماعي للبلاد، وكيف استمرت في التأثير على الشخصيات البارزة في المجتمع.

تم نسخ الرابط