هل كان طه حسين ملحداً.. سؤال يتكرر كل عام في ذكرى رحيله؟
طه حسين، الكاتب الكفيف الذي لم يعرف قلمه الهدوء قط، هو الناقد المتناقض الذي بدأ رحلته مع العلم والدين منذ صغره، حيث أتمّ حفظ القرآن الكريم في التاسعة من عمره، وعند دخول الأزهر بدأ في التفكير النقدي حول البدع والخرافات، وبفضل عقله المتسائل، انطلق في رحلة أدبية وفكرية فريدة، رغم ما واجهه من صراعات ومعارك في حياته، وينشر موقع الأيام المصرية التفاصيل الخاصة بهذا الخبر.
طفولة طه حسين
تعد الطفولة مرحلة هامة تشكل أساس حياة الإنسان، حيث عاش طه حسين طفولة بائسة فقد فيها بصره بسبب جهل المجتمع، لكنه لم يستسلم، وواجه الآلام وعزم على ردها إلى الجميع، وعندما انضم إلى الأزهر، بدأ ينظر للأمور من منظور نقدي، مستندًا إلى ذكائه وشغفه بالكتب.
وانتقل طه حسين إلى القاهرة للدراسة في الأزهر، حيث واجه الوحدة ولكنه سرعان ما كون صداقات جديدة، وتأثر بدروس الشيخ محمد عبده، رغم أنه انتقد الأزهر وعلماءه، ومع افتتاح الجامعة المصرية، أصبح طه حسين أكثر نشاطًا وعزيمة.
المؤلفات المثيرة للجدل
ظهرت العديد من مؤلفات طه حسين التي أثارت جدلًا واسعًا، منها مشاركته في "الإسلام وأصول الحكم" وكتابه "في الشعر الجاهلي"، وتعكس هذه المؤلفات تأثره بالفكر الغربي وميله إلى الشك.
قراءة سيرة طه حسين
لكي نفهم سيرة طه حسين جيدًا، يجب قراءة كتابه الأيام وفهم مشاعره، كما يجب التطرق إلى كتاب الدكتور محمد عمارة "طه حسين من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام"، الذي قدم رؤية شاملة لمراحل حياة طه حسين.
المراحل الأربعة في حياة طه حسين
- المرحلة الأولى: الشيخ طه حسين (1908-1914)
بدأت هذه المرحلة بانضمامه إلى الجامعة المصرية، حيث أظهر ميلًا للإسلام وتعاليمه، ومع ذلك، تأرجح بين الأحزاب السياسية المختلفة، وانتهت بسفره إلى السوربون.
- المرحلة الثانية: التأثر الشديد بالغرب (1919-1930)
في هذه المرحلة، أبدى طه حسين إعجابًا كبيرًا بكل ما هو غربي، وأطلق العديد من المؤلفات المثيرة للجدل، وتأثر بحياته الخاصة أيضًا، فتزوج من سوزان الفرنسية.
- المرحلة الثالثة: التناقض والرجوع (1932-1952)
تظهر هذه المرحلة تناقضات فكرية، حيث كتب "مستقبل الثقافة في مصر" ثم بدأ في الكتابة عن الإسلام، وأكدت أعماله على أهمية العقل وإصلاحه بالإيمان.
- المرحلة الرابعة: الانتصار للإسلام (1952-1960)
برزت في هذه المرحلة تحولات فكرية جذرية نحو الإسلام، حيث أكد على حاكمية القرآن، وكتب "مرآة الإسلام" و"الشيخان"، مما يعكس عودته القوية إلى الإسلام.
فرحلة طه حسين ليست مجرد قصة كفاح شخصية، بل تعكس صراعًا بين الفكر التقليدي والتحديث، وهو مثال للمثقف المتدين الذي عاد إلى الحق.