محفوظ في القلب.. مترو الأنفاق يحتفي بأديب نوبل لتعزيز الهوية المصرية

محفوظ في القلب .. يحتفي الخط الثالث لمترو الأنفاق في مبادرة تحمل الطابع الثقافي والوطني، بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، الأديب الكبير نجيب محفوظ، وتأتي هذه الفعالية بعنوان محفوظ في القلب، ويتم عرض مقاطع فيديو قصيرة تعريفية بحياة الأديب العالمي نجيب محفوظ، وتهدف هذه الفعالية لتعريف الركاب خاصةً الشباب منهم بقيمة هذا الكاتب الكبير، وتسليط الضوء على إرثه الثقافي.
احتفاء مستحق بكاتب الأمة
وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من الأنشطة التي تنفذها وزارة الثقافة تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ضمن مبادرة "لعزة الهوية المصرية"، وتهدف المبادرة إلى تكريم الرموز الوطنية التي أسهمت في تشكيل وعي الأجيال، من خلال فنونهم وأدبهم وأفكارهم، كما أعلنت الوزارة عن سلسلة فعاليات ستقام في مواقعها المختلفة، إلى جانب مواقع تابعة لوزارات ومؤسسات أخرى، احتفاءً بنجيب محفوظ وتقديرًا لدوره الفاعل في تعزيز الهوية الثقافية والوطنية المصرية.

قراءات نقدية في أعمال محفوظ
تنطلق أولى الفعاليات في الخامسة مساءً، يوم 16 أبريل المقبل، في مقر المجلس الأعلى للثقافة، بالقاعة الرئيسية للمجلس، ندوة نقدية يديرها الدكتور أحمد درويش، ويشارك فيها نخبة من المفكرين والنقاد، أبرزهم: الدكتور حسين محمود، الكاتب والمترجم القدير، والدكتورة رشا صالح، أستاذة الأدب بجامعة حلوان، والدكتورة ريم بسيوني، الروائية وأستاذة الأدب بالجامعة الأمريكية، والكاتب والروائي سيد الوكيل، والدكتور شريف الجيار، أستاذ النقد والأدب المقارن بجامعة بني سويف، وتتناول الندوة أبرز ملامح الهوية المصرية في أعمال محفوظ، وكيف شكلت كتاباته مرآة دقيقة للمجتمع المصري عبر أزمنة مختلفة.
محفوظ والمسرح.. بعد مغفل في تجربته
وتتناول ندوة أخرى في السابعة مساءً، بعدًا مميزًا من تجربة محفوظ الأدبية، وهو البعد المسرحي في أعماله، حيث يدير الحوار المخرج الكبير عصام السيد، بمشاركة كل من الناقد المسرحي إبراهيم الحسيني، والشاعر والكاتب المسرحي محمد بهجت، في محاولة لاستكشاف الجانب الدرامي في إبداع محفوظ، الذي لم يحظ بنفس شهرة رواياته لكنه يعكس تنوع أدواته الإبداعية.
رواية "الليلة الأخيرة في حياة محفوظ"
كما تنعقد ندوة في نفس التوقيت حول رواية الكاتب أحمد فضل شبلول "الليلة الأخيرة في حياة محفوظ"، وتديرها الدكتورة إيمان نجم، بمشاركة الدكتور شريف الجيار، والدكتورة سحر شريف، أستاذة النقد بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وتتناول الندوة رؤية معاصرة لتأمل حياة محفوظ وتاريخه الإبداعي من خلال النص الأدبي الحديث.

معرض مصغر وخصومات خاصة على مؤلفات محفوظ
كما ينظم المجلس الأعلى للثقافة على هامش الفعاليات معرضًا مصغرًا للكتاب في بهوه الرئيسي، يضم نخبة من مؤلفات نجيب محفوظ، من الروايات والقصص القصيرة، إلى جانب الكتب النقدية التي تناولت أعماله، ويشارك في المعرض عدد من دور النشر، وقد أعلنت بعض الجهات عن تقديم خصومات على مطبوعاتها في هذا اليوم، تعزيزًا لروح الاحتفاء بأديب نوبل.
وتشرف الإدارة المركزية للشعب واللجان برئاسة وائل حسين، على فريق المتطوعين الذي يعمل على توفير الخدمات اللوجستية والتنسيقية لضمان سير الفعاليات بسلاسة، كما سيتم بث الفعاليات مباشرة عبر موقع أمانة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة لإتاحة المشاركة الرقمية أمام الجمهور في مختلف المحافظات.

سلسلة تكريم الرموز الثقافية
وتعد فعالية "محفوظ في القلب" المحطة الثالثة في سلسلة تكريم الرموز الثقافية، بعد "يوم شادي" الذي احتفى بالفنان شادي عبد السلام، و"عمنا صلاح جاهين" التي كرمت الشاعر والرسام الكبير، ويأتي هذا الاحتفاء بنجيب محفوظ تتويجًا لهذه المبادرة، لما مثله من عمق أدبي وإنساني شكل وجدان الأمة، وعبر عن الهوية المصرية بتعقيداتها وجمالها وتحولاتها.
وزير الثقافة: تكريم محفوظ لما مثله من مرآة حقيقية للمجتمع المصري
وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، إن الاحتفاء بنجيب محفوظ لا ينبع فقط من كونه أديبًا عالميًا حاز على جائزة نوبل، بل لما مثله من مرآة حقيقية للمجتمع المصري عبر مراحل مفصلية من تاريخه، فقد استطاع محفوظ من خلال رواياته أن يصور التغيرات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها مصر، مما جعله شاهدًا أمينًا على تطورات الهوية المصرية، مؤكدًا أن محفوظ ساهم في تكوين وعي وطني عميق، إذ لم يكتفي بتوثيق تاريخ الشعب المصري، بل فسر ببراعة تفاعلاته مع التحديات، وقدم رؤية فلسفية وإنسانية للحياة المصرية، جعلت من أدبه مرجعًا لفهم الذات الوطنية.