خبير: الضربات الأمريكية على اليمن ترفع الأسعار وتزيد مؤشرات التضخم العالمي

حذر الدكتور بلال شعيب، الخبير الاقتصادي، من تأثير الضربات الأمريكية على اليمن  على حركة التجارة العالمية، موضحا " إن وجود الفعل ورد الفعل المضاد له تأثير كبير جدًا.

أشار إلى أن العالم قد يدفع  ثمن هذه التصعيدات من الناحية الاقتصادية، خاصة في ظل أن العالم لم يستفق بعد من آثار الـ4 السنوات الماضية التي شهدت العديد من التحديات الاقتصادية، مما أثر على الوضع الاقتصادي العالمي وأدى إلى تباطؤ في معدل النمو الاقتصادي، وهو ما يتضح من سياسات الولايات المتحدة الأمريكية الأخيرة. 

وعلى سبيل المثال، في آخر 3 جلسات للجنة الفيدرالية الأمريكية في عام 2014، تم التخلي عن سياسة التشديد النقدي لصالح سياسة التيسير النفطي وتخفيض أسعار الفائدة.

الدكتور بلال شعيب يوضح تأثير الضربات الأمريكية على اليمن على التجارة العالمية

وأضاف الدكتور شعيب خلال مداخلة هاتفية على قناة اكسترا نيوز، أنه في ظل حالة عدم اليقين التي يمر بها العالم، سيكون لها تأثير كبير على الشركات التي تؤمن السلع الاستراتيجية، مثل النفط، مما يدفعها إلى زيادة التحوط، مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار وبالتالي زيادة مؤشرات التضخم على مستوى العالم. 

التوترات المتزايدة تدفع شركات التأمين لرفع الأسعار على السلع

كما أن التوترات المتزايدة قد تدفع شركات التأمين إلى رفع أسعار التأمين على السلع، مما يزيد من تكلفة النقل والشحن، الأمر الذي بدوره يزيد من تكاليف تداول المواد البترولية وبالتالي، يشهد العالم زيادة في الأسعار بشكل عام.

أما بالنسبة لمقدرة الولايات المتحدة على حماية مصالحها التجارية والاقتصادية في الشرق الأوسط من خلال استمرار الضربات على الحوثيين، فأوضح الدكتور بلال شعيب أن التاريخ يثبت أن القوة وحدها ليست السبيل الأوحد لحماية المصالح الاقتصادية، فالعالم يمر بعدد من المتغيرات الكبرى، مثل تباطؤ النمو الاقتصادي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الصين، والارتفاع الطفيف في معدلات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى ارتفاع التضخم، مما يشير إلى أن القوة العسكرية قد لا تكون كافية.

وتابع الدكتور شعيب أن العالم في حاجة إلى إعادة التوازن والنظام، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية التي لا تقتصر على التهديدات العسكرية فقط، بل تشمل أيضًا التغيرات المناخية التي ضربت الاقتصاد الأمريكي، مثل الحرائق التي تسببت في خسائر تجاوزت 100 مليار دولار، مما أثر بشكل كبير على شركات التأمين.

وأوضح أن استخدام القوة وحدها لا يضمن حماية المصالح الأمريكية، وأنه يجب توسيع دائرة التعاون الاقتصادي بين الدول لمواجهة المخاطر الاقتصادية المتزايدة، كما أن التوترات السياسية والعسكرية، مثل دعم إيران للحوثيين والتنافس مع الصين، قد تؤدي إلى اتساع دائرة الصراع، مما يترتب عليه انعكاسات اقتصادية خطيرة لا تقتصر على الولايات المتحدة، بل على العالم بأسره. 

وفي النهاية، قال الدكتور بلال شعيب إنه من الضروري الاستماع إلى صوت العقل وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه التحديات الاقتصادية.