خناقات الطلاب وعصا المدير تكسر هيبة المدارس.. وخبير: الضغوط النفسية والعاطفية السبب|خاص

خناقات الطلاب وعصا المدير تكسر هيبة المدراس .. تعتبر ظاهرة العنف المدرسي من القضايا الاجتماعية التي تؤرق المجتمع المصري في الوقت الحالي، حيث تتسع دائرة تأثيرها بشكل تدريجي لتشمل جميع أفراد العملية التعليمية سواء من الطلاب أو المعلمين.
وشهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا لافتًا في مظاهر العنف المدرسي، حيث لم يقتصر على سلوكيات العنف بين الطلاب فحسب، بل تطور الأمر ليشمل المعلمين والإداريين، ما يعكس حجم الأزمة التي تواجهها المؤسسات التعليمية في تعزيز بيئة تعليمية آمنة.
وفي هذا التقرير يستعرض الموقع التفاصيل الكاملة لـ أسباب ظاهرة العنف المدرسي وفقًا لآراء الخبراء، في تصريحات خاصة لموقع الأيام المصرية.
أمثلة على ظاهرة العنف المدرسي .. تعدي أربع فتيات على زميلتهن
في وقت سابق، من صباح يوم الأحد 16/مارس/2025، شهدت المدرسة القومية في 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة مشاجرة عنيفة بين 3 طالبات داخل حمام المدرسة، خلال اليوم الدراسي، وذلك بسبب صراع على شاب.
أسفرت المشاجرة عن تمزيق وجه إحدى الطالبات المقيدين بالصف الثاني الثانوي، حيث تلقت 27 غرزة في وجهها، وقامت الطالبة الثالثة بتوثيق الحادثة وتصويرها باستخدام الهاتف المحمول، ولمزيد من التفاصيل حول تلك الواقعة اضغط هنـــــــــا.
ظاهرة العنف المدرسي ليست محصوره في الطلاب
إن ظاهرة العنف المدرسي لم تقتصر على الطلاب فقط، بل امتدت لتشمل المعلمين والإداريين، ما يثير تساؤلات حول الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة، ومع تزايد الضغوط التعليمية على المعلمين وتفاقم مشكلات الإدارة المدرسية، قد يلجأ البعض إلى العنف كوسيلة للتعامل مع الطلاب أو لحل مشكلات صفية.

وفي بعض الحالات، قد يظهر العنف في شكل ضرب أو إهانة لفظية من المعلم تجاه الطلاب بسبب سلوكيات غير لائقة أو حتى نتيجة لضغوط العمل المتزايدة التي يواجهها المعلم.
تعدي مدير على طالبات
ومن أبرز الوقائع التي أظهرت حجم تفشي ظاهرة العنف المدرسي في مصر، حادثة التعدي التي وقعت بأحد المدارس، بمحافظة البحيرة، والذي يظهرها الفيديو التالي الذي تداوله أحد رواد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حيث وثق لحظة التعدي مجموعة من زميلات الطالبة التي قام مدير المدرسة بالتعدي عليها، مع العلم أنه يحتوي على ألفاظ نابية، ويمكنكم مشاهدته في الآتي:
وتبين فيما بعد أن مدير مدرسة كفر مستناد الصناعية للبنات، التابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، تعدى على إحدى الطالبات بفناء المدرسة، مستخدمًا الضرب بالأيدي والركل بالشلوط، وسط دهشة بعض زميلاتها ومحاولاتهن التدخل لمنعه من تلك الفعلة ولمزيد من التفاصيل حول تلك الواقعة اضغط هنـــــــــا.
العنف يجتاح المدارس
ومن خلال رصد الأيام المصرية لأخبار الحوادث في الأشهر الخيرة لاحظنا أن ظاهرة العنف في المدرسي لا تقتصر على نوع معين من المدارس، بل هي منتشرة في كافة أنواع المدارس سواء كانت حكومية أو خاصة، عربية أو لغات وحتى المدارس الدولية.
ففي حين يعتقد البعض أن المدارس الخاصة أو مدارس اللغات قد تكون أقل عرضة لمثل هذه الظواهر بسبب المستوى التعليمي العالي المفترض، إلا أن الحقيقة تكشف عن عكس ذلك.

وأظهرت عدة دراسات أن العنف بين الطلاب في المدارس الخاصة ليس أقل من المدارس الحكومية بل ربما تفوقه في بعض الحالات، حيث تتعدد الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى هذه الظاهرة، بما في ذلك التنافس الشديد بين الطلاب، والضغوط النفسية، والعلاقات الأسرية المتوترة.
وعلى الرغم من أن المدارس الحكومية تعاني من مشاكل اقتصادية وإدارية قد تؤدي إلى تفشي ظاهرة العنف بشكل أكبر بسبب ضعف الإشراف والتوجيه، إلا أن الأمر لا يقتصر عليها فقط، بل يتجسد في جميع مستويات التعليم في مختلف الأنواع المدرسية، وهذا ما يجعل مشكلة العنف المدرسي قضية بحاجة إلى تدخلات عاجلة على جميع الأصعدة.
أسباب تفشي ظاهرة العنف المدرسي
أسباب تفشي ظاهرة العنف المدرسي .. وتعليقًا على أسباب تفشي ظاهرة العنف المدرسي، قال الدكتور ممدوح مصطفى، أستاذ علم النفس الاجتماعي المساعد بكلية التربية جامعة الأزهر الشريف، إن من أبرز أسباب تفشي ظاهرة العنف المدرسي في مصر أسباب عدة مثل: الضغوط النفسية والعاطفية التي يعاني منها الطلاب بسبب مشاكل أسرية أو اجتماعية، والبيئة المدرسية غير المحفزة والتي تفتقر إلى الأنشطة والبرامج التي تسهم في تعزيز مهارات التعامل السلمي وحل النزاعات.

وأضاف ممدوح مصطفى، في تصريحات خاصة لموقع الأيام المصرية، أن غياب الوعي الكافي لدى المعلمين والإداريين حول كيفية التعامل مع الحالات العنيفة، سواء من الطلاب أو بينهم وبين المعلمين، يؤدي إلى تصاعد هذه الظاهرة.
واستكمل مصطفى تصريحاته لموقع الأيام المصرية، أن تراجع دور الأسرة في تربية الأبناء ومتابعة سلوكياتهم أحد العوامل التي تسهم في تصاعد ظاهرة العنف، حيث أن الطفل الذي يفتقر إلى التربية السليمة والقدرة على حل النزاعات بشكل إيجابي قد يتحول إلى شخص يعبر عن غضبه بالعدوانية والعنف.
كيفية معالجة ظاهرة العنف المدرسي
ولكبح جماح ظاهرة العنف المدرسي، قال أستاذ علم النفس الاجتماعي بكلية التربية جامعة الأزهر الشريف، في تصريحات خاصة لموقع الأيام المصرية، إنه يجب اتخاذ العديد من الإجراءات لمنع تلك الظاهرة.
ومن أمثلة تلك الحلول التي اقترحها ممدوح مصطفى ما يلي:
- أولًا: يجب تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الحالات العنيفة وتقديم المشورة النفسية للطلاب الذين يعانون من مشاكل عاطفية أو اجتماعية.
- ثانيًا: ينبغي على وزارة التربية والتعليم تعزيز برامج التوعية في المدارس، والتي تركز على تطوير مهارات التواصل السلمي وحل المشكلات بين الطلاب، مشيرًا إلى أنه يجب تخصيص أوقات للأنشطة الرياضية والفنية التي تساهم في بناء شخصيات الطلاب وتنمية مهاراتهم في التعامل مع الضغوط بشكل إيجابي.
- ثالثًا: ينبغي أن يكون هناك تكامل بين دور الأسرة والمدرسة في مكافحة العنف، حيث يجب على الأهل متابعة سلوك أبنائهم بشكل مستمر وتوجيههم نحو السلوكيات الإيجابية، وكذلك على المعلمين أن يكونوا أكثر انتباهًا للتغيرات في سلوك الطلاب والتعامل مع أي إشارات تدل على تطور مشكلة العنف.
ويحرص موقع الأيام المصرية على متابعة كافة الأخبار، ضمن التغطية الإخبارية المستمرة والحصرية التي يقدمها الموقع لمتابعيه في مختلف المجالات والتخصصات، ويمكنكم متابعة المزيد من الموضوعات المتعلقة بهذا الشأن عن طريق أخبار مصر اليوم.