الثلاثاء 11 فبراير 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

هل يوجد عذاب القبر في القرآن .. الشيخ الشعراي يحسم الجدل

هل يوجد عذاب في القبر؟
هل يوجد عذاب في القبر؟

هل يوجد عذاب القبر في القرآن .. أثار مقطع فيديو منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، جدلًا كبيرًا حول موضوععذاب القبر، وأثار ذلك العديد من التساؤلات حول ما إذا كان هناك فعلاً عذاب في القبر. 

وفي هذا الإطار، ذكر كبار العلماء، وعلى رأسهم الشيخ محمد متولي الشعراوي، أنه لا يوجد ما يسمى بعذاب القبر. 

الفرق بين عذاب القبر وعذاب الآخرة

قال الشيخ محمد الشعراوي، إن هناك فرقًا بين عذاب القبر وعذاب الآخرة، مشيرًا إلى أن القبر نفسه ليس مكانًا للعذاب. 

وشرح قائلاً: "لا يوجد عذاب في القبر، لأن العذاب لا يحدث إلا بعد الحساب، وهو ما يكون في الآخرة"، مضيفًا أن القبر ليس إلا مرحلة من مراحل الحياة، حيث يمر الإنسان به بعد موته، ويتم عرض عذابه أو ثوابه في الآخرة بناءً على أعماله، فإذا كان صالحًا، يعرض عليه الثواب، وإذا كان غير ذلك، يعرض عليه العذاب.

وأكد الشعراوي أن عذاب القبر لا يتواجد فعليًا، بل هو مجرد عرض لما سيحدث في الآخرة، واستخدم مثالًا من القرآن الكريم للتوضيح، حيث قال الله تعالى في سورة غافر (آية 46): "النار يُعرضون عليها غدوًا وعشيًا، ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب". 

وأوضح أن ما يحدث في القبر هو عرض لما سيحدث في الآخرة، وليس العذاب الفعلي نفسه.

هل يوجد عذاب في القبر؟

وفي تفسير آخر، ذكر الشيخ الشعراوي أن البرزخ هو الفترة بين الموت والآخرة، حيث يتم عرض العذاب في ذلك الوقت، ولكن العذاب الفعلي يبدأ بعد الحساب يوم القيامة. 

وأضاف أن هذا يشبه الدعوة التي يوجهها ملك أو رئيس لجلسة طعام، حيث يتم عرض الطعام قبل أن يتم تناوله، بينما العذاب يعرض على الشخص في القبر لكنه لا يكون قد وقع عليه بعد.

واستطرد الشعراوي قائلًا: "عذاب القبر ليس إلا مجرد عرض لما سيحدث في الآخرة، أما العذاب الفعلي، فهو ما يحدث بعد الحساب في يوم القيامة".

هل يوجد عذاب القبر في القرآن

هل يوجد عذاب القبر في القرآن

وردا على سؤال هل يوجد عذاب القبر في القرآن ، أكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها  للدكتور على جمعة أن عذاب القبر ونعيمه من المسائل الغيبية التي لا يمكن معرفتها إلا من خلال الوحي، وقد جاء الإيمان بالغيب كأول صفة للمتقين في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ [البقرة: 2-3]. وقد ثبتت هذه المسألة في الأحاديث الصحيحة من السنة النبوية الشريفة، التي يجب على المسلم أن يؤمن بها ويصدقها، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7].

وقد بيّن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أن كل ما يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم هو وحيٌ يجب الإيمان به، كما قال: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۝ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3-4]. وفيما يتعلق بعذاب القبر، نجد دلائل واضحة في القرآن، مثل قوله تعالى: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46]، حيث يشير عرضهم على النار غدوًّا وعشيًّا إلى ما يعانون منه في البرزخ قبل يوم القيامة، ثم يدخلون في أشد العذاب بعد ذلك.

كما ذكر في القرآن أيضًا قوله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ﴾ [الأنعام: 93]، فقبض الملائكة لأرواحهم يتبعه عذاب مباشرة في القبر، كما يظهر من قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ﴾، وهو ما يحدث قبل القيامة.

إيماننا بالغيب لا يتناقض مع العقل، ولكنه قد يتجاوز نطاقه في بعض الأمور. ومع ذلك، من المهم ألا نبالغ في ذكر عذاب القبر والتركيز عليه بشكل مفرط. يجب أن يكون المسلم حريصًا على أن يتبع توجيه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «بَشِّرُوا وَلا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا» (متفق عليه)، وقال أيضًا: «إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» (رواه البخاري). كما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً" (رواه مسلم).

 

تم نسخ الرابط