الأربعاء 02 أبريل 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

وباء بوحمرون يجتاح المغرب.. يطفح على الجلد والحالات بالآلاف

وباء بوحمرون يجتاح
وباء بوحمرون يجتاح المغرب

تشهد المغرب أزمة صحية خطيرة مع تفشي مرض الحصبة، المعروف شعبيًا بـ"بوحمرون"، حيث سجلت وزارة الصحة المغربية حتى الآن 25 ألف إصابة و120 حالة وفاة، معظمهم من الأطفال دون الخامسة، وأعلنت الوزارة أن المرض تحول إلى وباء، بعد انتشار واسع بدأ في صيف 2023، وأسفر عن وفيات بين الأطفال وانتقال العدوى إلى البالغين، بما في ذلك نزلاء وموظفو السجون.

وباء يجتاح دولة المغرب يطفح على الجلد والحالات بالألاف

أسباب تفشي الوباء وانخفاض معدلات التلقيح

يربط الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، انتشار الحصبة في المغرب بعدة عوامل أبرزها:

  1. انخفاض معدلات التلقيح بين الأطفال، وهو السبب الرئيسي لتفشي المرض.
  2. التراخي في المراقبة الوبائية للأمراض، وضعف حملات التوعية بشأن أهمية اللقاحات.
  3. انتشار أفكار مغلوطة حول اللقاحات خلال جائحة كورونا، مما أدى إلى تردد الأسر في تلقيح أطفالهم.

وأشار الدكتور حمضي إلى أن الحصبة تعد من الأمراض الخطيرة شديدة العدوى، حيث يمكن لشخص واحد مصاب أن ينقل العدوى إلى 16-20 شخصًا آخرين من خلال التنفس أو السعال أو العطس أو حتى لمس الأسطح الملوثة بالفيروس.

جهود وزارة الصحة المغربية للسيطرة على المرض

أكد الدكتور محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، أن المغرب كان في السابق قريبًا من القضاء على الحصبة، حيث تجاوزت نسبة التلقيح ضد المرض 95%، إلا أن انخفاض هذه النسبة أدى إلى انتشار واسع للمرض.

ووضعت وزارة الصحة خطة طوارئ لتطويق الوباء، تشمل:

  • تعزيز حملات التلقيح، مع تمديد برامج التطعيم لأربعة أسابيع إضافية.
  • التحقق من وضعية تلقيح الأطفال من عمر 9 أشهر وحتى 14 سنة عبر المدارس والمراكز الصحية.
  • السعي إلى رفع التغطية بلقاح الحصبة لتتجاوز مجددًا عتبة 95%.

اتهامات لوزارة الصحة بالتقصير

تعرضت وزارة الصحة المغربية لانتقادات واسعة من جهات حقوقية وخبراء صحيين، متهمة إياها بـ"عدم اتخاذ تدابير استباقية" رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية منذ عام 2023.

وأفادت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة بأن الوزارة فشلت في تنفيذ استراتيجية وطنية لمكافحة الحصبة، ودعت الحكومة إلى:

  1. إعلان حالة طوارئ صحية.
  2. تفعيل لجنة مشتركة تضم وزارات الصحة، الداخلية، والتعليم لمواجهة الوباء.
  3. تكثيف جهود التلقيح ومكافحة سوء التغذية لضمان حماية الأطفال من هذا المرض القاتل.
وباء يجتاح دولة المغرب يطفح على الجلد والحالات بالألاف

أعراض الحصبة ومضاعفاتها

الحصبة مرض معدٍ وخطير، يسببه فيروس ينتقل عن طريق الهواء عند السعال أو العطس، أو من خلال لمس الأسطح الملوثة، ويبقى الفيروس معديًا في الهواء لفترة قصيرة حتى بعد مغادرة الشخص المصاب.

أعراض الحصبة تشمل:

  • حمى شديدة.
  • سيلان الأنف.
  • التهاب العينين، وقد يصاحبه التهاب الملتحمة.
  • بقع بيضاء صغيرة داخل الفم.
  • طفح جلدي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي الجسم.

قد تسبب الحصبة مضاعفات خطيرة، خاصة للأطفال دون سن الخامسة أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وتشمل:

  • التهابات الأذن والإسهال.
  • الالتهاب الرئوي.
  • التهاب الدماغ، مما قد يؤدي إلى تورم الدماغ أو فقدان البصر.

ويظل الشخص المصاب معديًا حتى أربعة أيام على الأقل بعد ظهور الطفح الجلدي.

سبل الوقاية من الحصبة

يؤكد الخبراء على أهمية التطعيم كوسيلة أساسية للوقاية من الحصبة، حيث يُوصى بإعطاء جرعتين من اللقاح للأطفال:

  1. الجرعة الأولى في عمر 9 أشهر.
  2. الجرعة الثانية بعد بضعة أشهر لضمان الحماية مدى الحياة.

ويُشدد على ضرورة تعزيز خدمات الرعاية الصحية وزيادة وعي الأسر بأهمية اللقاحات لمنع تفشي المرض والحد من خطورته على الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.

وباء يجتاح دولة المغرب يطفح على الجلد والحالات بالألاف

توصيات منظمة الصحة العالمية

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تحتاج الدول إلى تغطية لقاحية بنسبة لا تقل عن 95% للحد من تفشي المرض على نطاق واسع، كما توصي المنظمة بتكثيف الترصد الوبائي والإبلاغ السريع عن الحالات لتجنب تحوّل المرض إلى وباء.

تم نسخ الرابط