هل تم وقف إطلاق النار في غزة ؟
هل تم وقف إطلاق النار في غزة؟، أعلنت مصادر في حركة حماس والحكومة الإسرائيلية عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يتضمن الإفراج عن أسرى فلسطينيين وسجناء إسرائيليين، ويأتي هذا الاتفاق المرتقب بعد محادثات غير مباشرة استمرت لأشهر، شهدت جهودًا وساطة دولية حثيثة بقيادة مصر وقطر.
تفاصيل المرحلة الأولى من الاتفاق
سيتم تنفيذ الاتفاق على ثلاث مراحل، حيث ستستمر المرحلة الأولى 42 يومًا، وتشمل هذه المرحلة الإفراج عن 33 أسيرًا إسرائيليًا، بينهم نساء وأطفال ورجال تجاوزوا سن الخمسين، إضافة إلى المصابين في المقابل، ستفرج إسرائيل عن عدة مئات من الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم من يقضون أحكامًا بالسجن لفترات طويلة.
وأكدت إسرائيل أنها ستطلق سراح عدد أكبر من السجناء الفلسطينيين مقابل الرهائن الأحياء، مع الإشارة إلى أن العدد النهائي للأسرى الإسرائيليين الأحياء لم يتم تأكيده رسميًا من قبل حماس.
إجراءات أمنية وتسهيلات إنسانية
وستشمل المرحلة الأولى السماح للمدنيين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة، مع وضع ترتيبات أمنية غير محددة، وسيبدأ الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من المناطق السكنية، مع الحفاظ على منطقة عازلة على طول الحدود مع غزة، وستفتح معابر مثل رفح بشكل تدريجي لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وخروج الحالات الطبية.
مفاوضات المرحلة الثانية خطوات نحو إنهاء الحرب
وتهدف المرحلة الثانية إلى إنهاء الحرب بالكامل، وتبدأ المفاوضات بشأن هذه المرحلة في اليوم السادس عشر من تنفيذ الاتفاق، وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار غير مضمون بعد المرحلة الأولى، فإن الطرفين أكدا التزامهما بمفاوضات جادة لتحقيق تقدم ملموس.
وتشير التقارير إلى أن المرحلة الثانية قد تشمل انسحابًا كاملًا للقوات الإسرائيلية من غزة، مع ضمانات دولية لمنع تصعيد جديد.
الدور الدولي في إدارة غزة بعد الحرب
واقترح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خطة تتضمن إنشاء إدارة مؤقتة لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، ستضم هذه الإدارة فلسطينيين من غزة وأعضاء من السلطة الفلسطينية، وستعمل تحت إشراف دولي لضمان استقرار القطاع وتقديم الخدمات الأساسية.
كما تشمل الخطة تشكيل بعثة أمنية مؤقتة من قوات أمن دولية وفلسطينية لضمان بيئة آمنة وإعادة إعمار غزة، مع منع تهريب الأسلحة وإعادة بناء قدرات حماس العسكرية.
ومنذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، قتل ما لا يقل عن 46,645 فلسطيني وأصيب أكثر من 110 آلاف آخرين، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، ومن جهة أخرى، تحتجز إسرائيل نحو 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم 3,376 معتقل إداريًا و95 طفلًا و22 امرأة.
على الجانب الإسرائيلي، تحتجز حماس 94 رهينة، بينهم 84 إسرائيليًا و80 تايلاندي وواحد نيبالي وواحد تنزاني، إضافة إلى أربعة أسرى منذ 2014.
رغم تعقيدات المفاوضات، يعد هذا الاتفاق المرتقب خطوة مهمة نحو تخفيف معاناة سكان غزة، وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ومع ذلك، يبقى نجاح الاتفاق مرهونًا بتنفيذه الكامل وضمان استمراره عبر المراحل اللاحقة، وتظل الجهود الدولية ومتابعة الوسطاء ضرورية لضمان تحقيق سلام دائم في المنطقة.