استقالة 117 طبيبا دفعة واحدة.. تحذير عاجل من نقابة الأطباء للحكومة بشأن تطفيش الكوادر| خاص

طارق منصور يحذر من الفقر الطبي في مصر بعد استقالة جماعية لـ117 طبيبًا، في واقعة أثارت حالة من الجدل والغضب في الأوساط الطبية والرأي العام، أعلنت مستشفيات جامعة الإسكندرية عن خلو 117 وظيفة طبية دفعة واحدة بعد استقالة جماعية غير مسبوقة من الأطباء المقيمين، الأمر الذي ينذر بأزمة حقيقية تهدد مستقبل القطاع الصحي في مصر، خاصة في المستشفيات الجامعية التي تمثل العمود الفقري للرعاية الطبية والتعليم والتدريب.
مستشفيات جامعة الإسكندرية: جلسة تكميلية بعد موجة استقالات صادمة
أصدرت إدارة مستشفيات الجامعة بيانًا رسميًا أكدت فيه خلو عشرات الوظائف الطبية نتيجة الاستقالات المتكررة أو تخلي المرشحين عنها قبل استلام العمل، كما أعلنت عن جلسة تكميلية علنية يوم السبت 26 أبريل 2025 لسد العجز، خاصة في أقسام حيوية مثل التخدير والطوارئ، وأبرز الأقسام المتضررة منها قسم التخدير والعناية المركزة الجراحية: فقد 28 طبيبًا، وقسم الطوارئ والإصابات: فقد 26 طبيبًا.

أطباء يصرخون: بيئة العمل لا تطاق والمستقبل في الخارج أكثر أمانًا
عبر الأطباء المستقيلون عن استيائهم من الظروف القاسية داخل المستشفيات الجامعية، وجاءت أبرز الأسباب التي دفعتهم للاستقالة:
- سوء بيئة العمل ونقص الموارد.
- نوبات العمل الطويلة التي تتجاوز 30 ساعة دون راحة.
- تدني الأجور مقارنة بحجم المجهود والمسؤولية.
- غياب الحوافز المعنوية والمادية.
- رغبة في السفر للخارج بحثًا عن فرص أفضل للتدريب والحياة.
طارق منصور: نحن أمام ناقوس خطر.. ونقترب من فقر طبي حقيقي
وفي تعليقه على استقالة الأطباء، قال الدكتور طارق محمد منصور، مقرر اللجنة القانونية وعضو الهيئة التأديبية بنقابة الأطباء، إن ما يحدث اليوم هو نتيجة طبيعية لتراكمات طويلة من الإهمال والتغافل من المسؤولين عن واقع الأطباء.

وأضاف: "واجهت نفس الأزمة خلال عملي بمجلس نقابة أطباء سوهاج، حيث كنا نناشد بكل الطرق لزيادة عدد نيابات الجامعة، وكان هناك إقبال من الخريجين، لكن دائمًا كنا نصطدم بانخفاض العدد النهائي أو تقديم استقالات بعد القبول".
أكد منصور أن المشكلة لا تقتصر على الإسكندرية فقط، بل هي ظاهرة عامة تمتد في معظم الجامعات، مع عزوف الأطباء عن التعيين في النيابات الجامعية، بل وعن العمل في وزارة الصحة نفسها، ما أدى إلى زيادة الهجرة الطبية وسعي كثير من الأطباء للحصول على شهادات أجنبية للسفر خارج البلاد، قائلًا: "الوضع أصبح لا يطاق، ومع مرور الوقت قد نصل إلى مرحلة فقر طبي لا بسبب نقص الأجهزة أو المباني، بل بسبب غياب الكوادر البشرية المدربة".
العد التنازلي بدأ.. والمطلوب تدخل فوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
يختم الدكتور طارق منصور بقوله: "ناقوس الخطر يدق منذ سنوات، لكن للأسف دفن المسؤولون رؤوسهم في الرمال، وعلى الدولة أن تتدخل فورًا بتوفير بيئة عمل آمنة ومحفزة للأطباء، وإلا فنحن مقبلون على كارثة صحية لا محالة".