تفاصيل تبرع رئيس "فيسبوك" بمليون دولار للرئيس الأمريكي ترامب
أكدت شركة"ميتا"، والتي تشمل موقع فيسبوك، أمس الخميس أنها تبرعت بمبلغ مليون دولار لصندوق تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أعلنت عن قيمة التبرع، والذي يأتي في إطار جهود الشركة، برئاسة مارك زوكربيرج، لتحسين علاقاتها مع الرئيس المنتخب، ويتزامن ذلك عقب مرور عدة أسابيع فقط من العشاء الذي جمع زوكربيرج بترامب في منتجع مارالاجو.
وأوضحت "ميتا" ، والتي تتضمن عدد من مواقع التواصل الاجتماعي على رأسها فيسبوك وواتساب وانستجرام، في بيان لها يوم الخميس لصحيفة "ذا جارديان" أنها تبرعت بالفعل، لكنها لم تقدم تفاصيل بشأن سبب هذه المساهمة.
وهنأ زوكربيرج الرئيس المنتخب بفوزه، خلال العشاء الذي أقيم الشهر الماضي في مارالاجو، حيث تبادل الطرفان "المجاملات بشكل عام"، وفقًا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز".
كما التقى زوكربيرج، وفقًا لتقرير "وول ستريت جورنال"، مع السيناتور ماركو روبيو، الذي اختاره ترامب ليكون وزيرًا للخارجية، ومع مستشارين آخرين من فريق ترامب مثل ستيفن ميلر.
وفي تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" حينها، قال المتحدث باسم "ميتا" إن زوكربيرج كان "ممتنًا للدعوة للانضمام إلى الرئيس ترامب على العشاء، ولفرصة الاجتماع مع أعضاء فريقه بشأن الإدارة المقبلة". وأضاف البيان: "إنها فترة هامة لمستقبل الابتكار الأمريكي".
وأفادت "وول ستريت جورنال" أن فريق زوكربيرج أبلغ فريق تنصيب ترامب عن خطط ميتا للمساهمة في صندوق التنصيب قبل الاجتماع مع الرئيس المنتخب في مارالاجو.
يبدو أن هذا التبرع يشير إلى تحول في سياسة الشركة، إذ لم تقدم ميتا أي تبرع لصندوق تنصيب ترامب في عام 2017 أو لصندوق تنصيب بايدن في 2021.
تفاصيل توتر علاقة ترامب ورئيس فيسبوك
على مدار السنوات الأخيرة، كانت العلاقة بين ترامب و"ميتا" متوترة، حيث اتهم ترامب الشركة بتقييد حرية التعبير وقمع الأصوات المحافظة على منصاتها. وفي مارس من هذا العام، وصف ترامب في مقابلة مع قناة "CNBC" فيسبوك بأنه "عدو للشعب"، وأضاف: "أعتقد أن فيسبوك كان غير صادق للغاية، وكان ضارًا لبلدنا، خاصة فيما يتعلق بالانتخابات".
بعد الهجوم على مبنى الكابيتول في يناير 2021، علقت "ميتا" حساب ترامب على منصاتها، لكن في عام 2023، أعادت الشركة الحساب مع فرض بعض القيود، قبل أن تُرفع هذه القيود في يوليو من نفس العام.
في وقت سابق من هذا العام، نشر ترامب على منصته "Truth Social" تصريحًا قال فيه إنه إذا فاز في الانتخابات في نوفمبر، سيتم سجن "محتالي الانتخابات"، مشيرًا إلى زوكربيرغ. وأضاف ترامب: "إذا تم انتخابي رئيسًا، سنلاحق محتالي الانتخابات على مستويات لم تُشهد من قبل، وسيتم إرسالهم إلى السجن لفترات طويلة. كونوا حذرين!".
وفي كتابه "إنقاذ أمريكا"، اتهم ترامب زوكربيرج بـ"التخطيط" ضده أثناء الانتخابات 2020 و"توجيه" فيسبوك ضده.
لكن خلال الصيف، أفادت "نيويورك تايمز" أن زوكربيرج وترامب أجريا عدة مكالمات هاتفية خاصة. وفي إحدى تلك المكالمات، هنأ زوكربيرغ ترامب على السلامة بعد محاولة الاغتيال في تجمع في بتلر، بنسلفانيا، في 13 يوليو، وعبر عن دعمه قائلًا إنه "يصلي" من أجله.
في مقابلة مع "بلومبرج" في يوليو، أشاد زوكربيرج برد فعل ترامب على محاولة الاغتيال، ووصف لحظة وقوفه ورفعه قبضته في الهواء بأنها "إحدى أكثر اللحظات الرائعة التي رأيتها في حياتي".
في رسالة إلى الكونجرس في أواخر أغسطس، أعرب زوكربيرج عن أسفه بشأن بعض أنشطته السياسية السابقة واتهم إدارة بايدن بالضغط على "ميتا" في 2021 لفرض رقابة على محتوى كوفيد-19 أكثر مما كان مرتاحًا له.
لم يعلن زوكربيرج عن دعمه لأي مرشح في انتخابات 2024، وقال إنه يفضل الابتعاد عن السياسة، وقال ترامب في بودكاست إنه أصبح يفضل زوكربيرج "الآن"، وأضاف: "أعتقد أنه يبقى بعيدًا عن الانتخابات، وهو أمر جيد".
بعد فوز ترامب في الانتخابات في نوفمبر، هنأه زوكربيرج قائلاً إنه يتطلع للعمل مع الرئيس المنتخب، وأضاف: "لدينا فرص رائعة أمامنا كدولة، وأتطلع للعمل معك ومع إدارتك".
في وقت سابق من هذا الشهر، أفادت التقارير بأن زوكربيرج كان يسعى للعب "دور نشط" في قرارات السياسة التكنولوجية لإدارة ترامب. كما أضاف رئيس الشؤون العالمية في"ميتا"، نيك كليج، الذي كان نائبًا سابقًا لرئيس الوزراء في المملكة المتحدة، أن زوكربيرج كان يرغب في المشاركة في "النقاش الذي يجب على أي إدارة أن تخوضه حول الحفاظ على ريادة أمريكا في المجال التكنولوجي".