سباق التكنولوجيا يحتدم بين الصين وأمريكا.. هل مصر مستعدة؟.. عبد المنعم سعيد يرد
سباق التكنولوجيا يحتدم بين الصين وأمريكا.. سباق التكنولوجيا يعيد العالم إلى أجواء الحرب الباردة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، مع تحولات في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وسط مخاوف من أن هذه الصراعات قد تتحول إلى صراع أكثر حدة، وربما إلى صراع عسكري بين القوتين العظميين.
سباق التكنولوجيا
أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ ورئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الأسبق والمفكر السياسي، أن العالم في مرحلة إعادة ترتيب، حيث تتغير القوى الدولية بشكل يشبه لعبة الكراسي الموسيقية، وفي هذه المرحلة، يجب على الدول الكبرى والقدرات القوية التكيف مع التغيرات السريعة في المعركة التكنولوجية، التي تتمحور حول إبداع العقل البشري.
سباق تكنولوجي حاد بين الولايات المتحدة والصين
وتحدث عضو مجلس الشيوخ ورئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الأسبق، عن سباق تكنولوجي حاد بين الولايات المتحدة والصين، حيث تسعى الصين للاستحواذ على العلماء والموهوبين من الولايات المتحدة وأوروبا، في محاولة لتعزيز قوتها في هذا المجال.
ترامب يثق في القدرات التكنولوجية لبلاده
وأضاف، أن الرئيس الأمريكي ترامب يثق في القدرات التكنولوجية لبلاده ويخطط لاستخدام الضرائب كأداة لدفع هذه القدرات. إذ سيحفز الشركات على البقاء والاستثمار في العقول الأمريكية من خلال تخفيض الضرائب، بينما سيرتفع الضرائب بنسبة 50% إذا قررت الشركات الذهاب إلى الصين و25% إذا اختارت كندا أو المكسيك، بل و100% إذا قررت التخلي عن الدولار كعملة دولية.
مصر السباق التكنولوجي العالمي
وأشار إلى أن مصر، تعتبر نفسها جزءًا من هذا السباق التكنولوجي العالمي مع تطور الجامعات المصرية التي تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي والمعلوماتية، ووجود أكثر من 100 ألف طالب في هذه المجالات، وكذلك أكثر من 11 مليون مصري يستخدمون الإنترنت الفائق السرعة، تسعى مصر إلى تعزيز قدرتها التكنولوجية، كما أن الشركات الناشئة المصرية حققت إنجازات ملحوظة في مجال التكنولوجيات الجديدة، حيث بلغت صادراتها في العام الماضي 6.2 مليار دولار.
التحديات التي تواجه مصر
وختم كلامه قائلًا :"إحدى التحديات الكبرى التي تواجه مصر هي الحفاظ على هذه الإمكانيات داخل البلاد، وهو ما يتطلب استثمارات خاصة لتوفير بيئة اقتصادية محفزة ومشجعة على الابتكار، في ظل وجود العديد من الإغراءات الإقليمية والعالمية".
توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين
وتشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والصين توترًا متزايدًا في مجال التكنولوجيا، وخاصة فيما يتعلق بالمعادن النادرة، وتشكل هذه المعادن، التي تضم 17 عنصرًا كيميائيًا، أساسًا حيويًا لإنتاج العديد من المنتجات التكنولوجية مثل أشباه الموصلات والمغناطيس الصناعي والألواح الشمسية، مما يجعلها محورية في الحرب التكنولوجية بين القوتين العالميتين.
الصين بشكل كبير على سوق المعادن النادرة
وأوضح، ان الصين تسيطر بشكل كبير على سوق المعادن النادرة، حيث تنتج 60% من الإمدادات العالمية و90% من الناتج المكرر في محاولة للسيطرة على السوق بشكل أكبر، حيث شددت الصين في الأشهر الأخيرة رقابتها على القطاع، بما في ذلك فرض قوانين جديدة تلزم الشركات بتتبع استخدام المعادن النادرة في سلاسل التوريد لأغراض تتعلق بحماية الأمن القومي.
قلق الولايات المتحدة بعد سيطرة الصين سوق المعادن النادرة
ولفت أن الولايات المتحدة التي تعتمد بشكل كبير على هذه المعادن لصناعاتها التكنولوجية والعسكرية، تشعر بالقلق من أن سيطرة الصين على هذه المعادن يمكن أن يؤدي إلى تقليص الإمدادات ويؤثر بشكل سلبي على صناعاتها مثل صناعة الرقائق، التي تعتبر حجر الزاوية في التكنولوجيا الحديثة، كما أن تهيمن تايوان على سوق الرقائق، مما يضيف عنصرًا آخر من التوتر في هذا السباق التكنولوجي.
ماذا تفعل بكين عند تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين
في حال تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، قد تستخدم بكين المعادن النادرة كورقة ضغط، ما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وأزمات في الإمدادات، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل التحولات التكنولوجية التي تتطلب هذه المعادن.