الأربعاء 18 ديسمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

100 ألف يهربون إلى معاقل الأكراد خوفًا من النزاعات بسوريا

الأوضاع الإنسانية
الأوضاع الإنسانية بسوريا

كشفت تقارير صحفية بريطانية فرار أكثر من 100 ألف شخص بـ سوريا إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية في شمالي البلاد، وذلك في ظل التصعيد الكبير في المعارك الطائفية والخوف من هجمات انتقامية بعدانهيار نظام الرئيس السابق بشار الأسد.

 

وأفادت صحفية “الجارديان” البريطانية، أن التوترات تتركز في مدينتي منبج، شمال شرق حلب، ومدينة دير الزور والتي تضم مزيج من العرب والأكراد في شرقي سوريا.

 

بعد انهيار نظام الأسد الأسبوع الماضي، تقدمت الوحدات الكردية والعربية التي تقاتل تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، في بعض المناطق، واشتبكت مع الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا التابعة للجيش الوطني السوري، في محاولة لتأمين مناطق واسعة من الأراضي في شمال وشرقي سوريا.

 

وفي خطوة تعبيرية عن الوحدة، أعلنت الإدارات الكردية في شمال شرق سوريا عن رفع علم الاستقلال الذي طالما استخدمته قوى المعارضة في البلاد، وذلك "لتأكيد وحدة سوريا وهويتها الوطنية".

 

وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، إن الوساطة الأمريكية ساعدت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة منبج، لكنه أكد أن قواته "تواصل التصدي للهجمات المتزايدة من غرب الفرات"، حيث حاولت الفصائل المدعومة من تركيا السيطرة على المدينة. ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، وردت تقارير عن استمرار الاشتباكات في وسط منبج.

 

وأوضح عبدي قائلاً: "هدفنا هو التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في كافة أنحاء سوريا ودخول عملية سياسية من أجل مستقبل البلاد".

 

في المقابل، لم تتصادم قوات هيئة تحرير الشام، الفصيل الإسلامي الذي يسيطر على معظم سوريا، مع القوات الكردية، لكن الفصائل المتمردة في شرق سوريا طردت المقاتلين الأكراد من دير الزور، وسط حالة من الارتباك بشأن من يسيطر على المدينة، وزيادة المخاوف من وجود مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في المنطقة.

من جهة أخرى، شنت تركيا، التي تعتبر قوات سوريا الديمقراطية والمقاتلين الأكراد جماعات إرهابية، هجمات على القوات الكردية، بما في ذلك ضرب قافلة كردية قالت إنها كانت تحمل أسلحة ثقيلة تم نهبها من مخازن الأسلحة التابعة للحكومة السورية.

 

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها "تصدت لهجوم" من قبل القوات المدعومة من تركيا في سد تشرين، قرب منبج. وقالت: "الاشتباكات العنيفة مستمرة وسط مخاوف بشأن السد"، موجهة اللوم إلى القصف الذي شنته الطائرات الحربية والدبابات التركية.

تعليق القتال ضد داعش في سوريا 

وتبقى نحو 900 جندي أمريكي في شرق سوريا لدعم القوات الكردية والفصائل المتمردة الأخرى في معركتها ضد داعش.

 

وأشار عبدي في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز" إلى أن قواته اضطرت إلى تعليق القتال ضد داعش في شرق سوريا بسبب الهجمات المتزايدة من القوات التركية، مما أثار المخاوف من احتمال فرار أو حدوث عملية هروب من السجون التي تضم معتقلين من مقاتلي داعش في المنطقة. وقال: "داعش أصبح الآن أقوى في الصحراء السورية. كانوا سابقًا في مناطق نائية يختبئون فيها، ولكن الآن لديهم حرية أكبر في الحركة حيث لا يواجهون مشاكل مع الجماعات الأخرى وهم ليسوا في حالة صراع معها".

 

وأضاف عبدي أن قواته شهدت زيادة في أنشطة داعش في المناطق التي تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بما في ذلك قتل عدد من عناصر قواته قرب مدينة الحسكة.

 

وفي ظل الفوضى والمعارك الدائرة، حذرت المنظمات الحقوقية من أن المدنيين هم من يتحملون أكبر وطأة لهذه الصراعات. وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن الوضع يفاقم أزمة إنسانية خانقة، حيث تزدحم المخيمات بالنازحين، فيما تعاني البنية التحتية من تدمير شديد، وتواجه المناطق نقصًا حادًا في الماء والكهرباء والرعاية الصحية والطعام والمأوى المناسب.

 

كما أصدرت المنظمة تحذيرات بشأن المعاملة السيئة المنتشرة من قبل الفصائل المدعومة من تركيا، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية، والعنف الجنسي، والتعذيب، ونهب الأراضي.

 

وأكد آدم كوجل، نائب مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش" للشرق الأوسط، قائلاً: "في ظل الأحداث الاستثنائية التي تحدث في سوريا، فإن القتال العنيف والخوف من الانتقام والعنف من الجماعات المسلحة يسبب نزوح آلاف المدنيين إلى مناطق غير مستعدة لاستقبالهم، مما يفاقم الوضع الإنساني المتدهور بالفعل في المنطقة".

تم نسخ الرابط