سجن صيدنايا في سوريا.. الداخل مفقود والخارج مولود (فيديو)
سجن صيدنايا في سوريا، تقدم جماعات حقوق الإنسان تقارير عن الموقع الواقع شمال دمشق منذ سنوات، محذرة من ما يجري هناك، ولكن حتى اقتحام قوات المتمردين للعاصمة السورية في وقت سابق من هذا الشهر، والذي أدى إلى إطلاق سراح السجناء، كان من المستحيل على الصحفيين دخول المبنى بحرية.
ويوضح موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية أهم ما جاء بخصوص توافد آلاف السوريين إلى الموقع سجن صيدنايا "المسلخ البشري" هذا الأسبوع وذلك من أجل القيام بعمليات بحث عن أحبائهم المفقودين، وأفادت حكيم بما شاهدته في أروقة وزنازين السجن.
توافق السوريون إلى سجن صيدنايا للبحث عن أقاربهم ضحية نظام الأسد
دخلت المذيعة يلدا حكيم الإعلامية بقناة سكاي نيوز، يلدا حكيم، إلى سجن صيدنايا الملقب بـ "المسلخ البشري"، سيئ السمعة، وتجولت في القاعات التي كان يلاحقها رجال بشار الأسد، داخل السجن في سوريا، حيث شاهدت قناة سكاي نيوز الظروف التي كان يُحتجز فيها السجناء حتى سقوط نظام الأسد.
والآن، توافد آلاف السوريين إلى الموقع سجن صيدنايا "المسلخ البشري" هذا الأسبوع وذلك من أجل القيام بعمليات بحث عن أحبائهم المفقودين، وأفادت حكيم بما شاهدته في أروقة وزنازين السجن.
وأكدت حكيم وهي تتحدث من خارج المنشأة الواقعة بالقرب من العاصمة دمشق "هناك ما يقرب من عشرين سجنا منتشرة في مختلف أنحاء البلاد، ولكن هذا السجن هو الذي يرتبط حقا بوحشية وتعذيب هذا النظام".
وكان لديهم أكياس بلاستيكية مليئة بالبراز والبول لأن الناس لم يكونوا قادرين على الذهاب إلى الحمام - إذا سُمح لهم بالذهاب إلى عدد قليل من المراحيض هنا، لم يُمنحوا سوى بضع ثوانٍ، لذلك كانوا يقضون حاجتهم ويلقون الأكياس البلاستيكية في زاوية الزنازين.
وأضافت حكيم أثناء سيرها بجوار حبال المشنقة، أن السجناء كانوا يتعرضون للاعتقال والتعذيب وأحياناً الإعدام داخل السجن، مضيفةً أنه على ما يبدو، كان يتم إحضار 50 شخصًا كل يوم وإبلاغهم بأنهم سوف يتم نقلهم إلى نوع من السجون المدنية عندما يتم إحضارهم إلى هنا ليتم شنقهم.
وعندما فتحت أبواب الموقع سيئ السمعة بعد سقوط الطاغية، أصبح واضحاً مدى وحشية بشار الأسد ضد الشعب السوري، حيث لا تزال رائحة الموت تملأ الأجواء بعد أربعة أيام من هروب حراس السجن والسجناء.
وأوضحت حكيم أنها رأت غرف التعذيب، غرف الإعدام، الآلات المصممة لسحق البشر حتى الموت، فكل زنزانة لديها قصتها المرعبة الخاصة، حيث شهدت الآثار المدمرة للحرب والتأثير الخبيث الذي يلحقه الحكم الاستبدادي بالمدنيين، عندما قتل مئات الآلاف من شعبه بأسلحة الحرب، وأرعب ملايين آخرين.
وأضافت حكيم أن نظام الأسد رحل فجأة، ولكن بالنسبة للسوريين فإن المحاسبة على عقود من الدكتاتورية لم تبدأ بعد، وعند توجههم إلى منطقة قيل لهم إنها غرفة تعذيب، أوضحت حكيم إنها بدت عازلة للصوت ومجهزة بمروحة - ربما لتوزيع الهواء البارد أو الغاز أو الحرارة في الغرفة، ثم شاهدت "آلة سحق" مزعومة قيل إن السجناء كانوا يُجبرون على دخولها وسحقهم حتى الموت.
وأوضحت حكيم وهي تتجول خارج السجن، أنه كانت هناك شائعات بأن حراس الأسد أنشأوا متاهة من الأنفاق ودفنوا بعض السجناء عميقًا تحت الأرض، وعندما تتجول حول السجون من الخارج، ترى حفرًا في كل مكان حيث حاول الناس حفر الأرض لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم العثور على أي شخص.
وأضافت الإعلامية يلدا حكيم أن هناك أسري لم يتمكنوا من تذكر أسماءهم عندما دخلوا هذه السجون، أخبرهم حراس السجن أنهم مجرد رقم وليس اسمًا، مضيفةً أن العديد من الأشخاص نسوا من هم لأنهم ظلوا هناك لفترة طويلة، حيث تعرضوا للتعذيب والمعاملة الوحشية والاعتداء الجنسي والإساءة، كما تعرضوا للصعق الكهربائي.
ومن جانبها أكدت جماعات حقوق الإنسان إنها تريد الحفاظ على وثائق السجن لإبقاء الأدلة على ما حدث في الداخل، قال حكيم إن العائلات التي هرعت إلى هنا فحصت هذه الوثائق كلها "لأنها تريد معرفة ما إذا كان أحباؤها موجودين بالفعل في هذا السجن سيئ السمعة".