متى يصبح النذر حرام؟.. الأزهر للفتوى يجيب
متى يصبح النذر حرام؟.. يعتبر النذر من الوعود الاختيارية التي يقطعها الإنسان على نفسه، كالتزام بتقديم عبادة أو طاعة محددة لله عز وجل، ومع كونه عبادة عظيمة تعبر عن الامتنان والشكر، إلا أن هناك ضوابط شرعية يجب مراعاتها لتجنب الوقوع في المحظور.
متى يصبح النذر حرام؟
وفي هذا الإطار، أوضحت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن النذر هو التزام طوعي يتعهد به الإنسان لأداء طاعة أو عبادة تقربًا إلى الله.
وأكدت أن الهدف من النذر يجب أن يكون خالصًا لوجه الله تعالى، لا لطلب قضاء الحاجات بطرق مشروطة أو مبنية على التفاوض مع الله.
وبيّنت أن النذر المشروط، كأن يقول الشخص: "إن تحقق كذا فسأفعل كذا"، قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يجعل الالتزام بالطاعة مرهونًا بحصول منفعة، وهو ما يخرج عن روح العبادة الخالصة.
وأضافت أن هذا النوع من النذر يُعد صورة من البخل؛ إذ لا يقدمه الناذر إلا إذا حصل على ما يريد، ويُطلب من الشخص الذي لا يستطيع الوفاء به أن يكفر كفارة يمين.
أنواع النذر في الإسلام
يتنوع النذر بحسب صياغته والغرض منه، ومن بين أنواعه:
1. نذر الطاعة: ويشمل التزام الشخص بأداء عبادة معينة كالصوم أو الصلاة، وهو واجب الوفاء إذا تحقق شرطه أو دونه. وإن لم يتمكن الناذر من الوفاء لعذر معتبر ككبر السن، فعليه كفارة يمين.
2. نذر اللجاج: يُستخدم كتعهد لمنع النفس عن فعل معين، ويُخير الناذر بين الوفاء بالنذر أو التكفير عن يمينه.
3. النذر المطلق: لا يحدد الناذر فيه ما سينذر، مثل أن يقول: "لله علي نذر". وفي هذه الحالة، يلتزم بكفارة يمين.
4. النذر المباح: كتعهد بأمر مباح كركوب السيارة، وهنا يُترك للناذر الخيار بين الوفاء بالنذر أو تركه دون إثم.
5. النذر المكروه: مثل نذر الطلاق، ويُستحب في هذه الحالة التكفير عن النذر للخروج من عهده.
6. نذر المعصية: إذا تعهد الشخص بارتكاب فعل محرم، كأن ينذر بشرب الخمر، فإن الوفاء بهذا النذر حرام بإجماع العلماء، ويختلف الفقهاء حول وجوب كفارة يمين في هذه الحالة.
حكم النذر بين المذاهب الفقهية
اختلفت المذاهب في أحكام النذر، حيث رأى الحنفية إباحته إذا كان متعلقًا بالطاعات، بينما اعتبره المالكية مستحبًا إن كان منجزًا ومكروهًا إذا كان مكررًا، أما الشافعية والحنابلة، فقد قالوا بكراهته عمومًا، مستدلين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "النذر لا يقدم شيئًا ولا يؤخره، وإنما يُستخرج به من البخيل".
ضوابط النذر في الإسلام
ولتجنب الوقوع في النذر المحرم، ينبغي الالتزام بضوابطه الأساسية والتي تشمل الآتي:
- أن يكون النذر خالصًا لله تعالى دون شرط أو مقابل.
- أن يكون في إطار الطاعات المباحة.
- إذا عجز الناذر عن الوفاء به لأي سبب شرعي، فعليه اللجوء إلى الكفارة.