حكم تأجيل العمل لوقت الساعات الإضافية .. الإفتاء: محرم في هذه الحالات
حكم تأجيل العمل لوقت الساعات الإضافية.. تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالًا من أحد متابعيها جاء نصه كالآتي: "ما حكم تأجيل العمل المطلوب خلال وقت الدوام الرسمي ليتم إنجازه كعمل إضافي بعد انتهاء الدوام؟ فأنا أعمل في شركة وألاحظ بعض الزملاء يؤجلون المهام بلا عذر للحصول على أجر إضافي، فما رأي الشرع في ذلك؟".
حكم تأجيل العمل لوقت الساعات الإضافية
وقالت دار الإفتاء، إن الالتزام بإنجاز المهام الوظيفية خلال وقت العمل الرسمي، وفقًا للعقد المبرم بين العامل وجهة العمل، واجب شرعي وأخلاقي.
وأضافت أن تعمد تأخير أداء المهام المطلوبة إلى الساعات الإضافية بغرض الحصول على مقابل مالي إضافي، دون مبرر مشروع، يعتبر تصرفًا محرَّمًا شرعًا.
ولفتت إلى أن هذا السلوك ينطوي على تحايل واضح، وخيانة للأمانة الوظيفية التي تحملها العامل، كما أنه يدخل في نطاق أكل المال بالباطل، وهو أمر نهى عنه الإسلام بنص القرآن الكريم، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 29].
حكم تأجيل العمل وقت الدوام
ونوهت دار الإفتاء أن الإسلام حث على العمل الجاد والسعي لكسب الرزق الحلال، بما يحقق النفع للفرد والمجتمع، مستدلة بقوله تعالى: ﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾ [المزمل: 20].
وشددت على وجوب الإحسان في أداء العمل، مستندة إلى قوله تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195]، وقوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ [المؤمنون: 8]، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ" (رواه الطبراني والبيهقي).
وأكدت أن العامل الذي يخلص في عمله ويتفانى في أدائه يكون على طريق رضا الله عز وجل، لأن العمل المتقن يحقق الأمانة، ويعود بالخير على الفرد والمجتمع.
واختتمت الدار حديثها بالإشارة إلى أن الالتزام بأداء المهام الوظيفية في وقتها هو واجب شرعي وأخلاقي، وأن أي تجاوز في هذا الأمر دون مبرر يُعد مخالفة للأمانة التي كلف الله الإنسان بحفظها.