لماذا المرأة نصف الرجل في الميراث.. الإفتاء تحسم الجدل
لماذا المرأة نصف الرجل في الميراث.. أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال: جاء فى القرآن: ﴿يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين﴾ فلماذا يعطى الإسلام المرأة نصف نصيب الرجل، مع أن الحياة تقسو على المرأة أحيانا أكثر من قسوتها على الرجل؟ ومع أن القسمة للذكر مثل حظ الأنثيين هو من العادات الجاهلية.
وخلال هذا التقرير، يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لرد دار الإفتاء على سؤال لماذا المرأة نصف الرجل في الميراث.
لماذا المرأة نصف الرجل في الميراث
أوضحت دار الإفتاء أن نظام الميراث في الإسلام يعتبر أحد النظم الأكثر عدالة وتوازنًا، حيث يرتكز على فلسفة دقيقة تراعي الأعباء المالية والمسؤوليات الاجتماعية لكل فرد، ومن حيث السؤال الشائع عن سبب حصول المرأة على نصف نصيب الرجل في بعض الحالات، يتطلب فهمًا عميقًا للأسس التي بني عليها نظام الميراث الإسلامي.
وأضافت دار الإفتاء أن هناك ثلاثة معايير تحكم الميراث في الإسلام، هي:
1- درجة القرابة: نصيب الوريث، ذكرًا كان أو أنثى، يعتمد على مدى قربه من المتوفى. فكلما كانت درجة القرابة أقرب، زاد النصيب، بغض النظر عن الجنس.
2- موقع الجيل الوارث: يعتمد الميراث على موقع الجيل الوارث في تسلسل الأجيال، الأجيال الأصغر، التي تستقبل الحياة وتتحمل أعباءها، تحصل على نصيب أكبر من الأجيال الأكبر التي تستدبر الحياة، على سبيل المثال، ترث الابنة أكثر من الأم، رغم أن كلتيهما أنثى.
3- الأعباء المالية: في الإسلام، يتحمل الرجل مسؤوليات مالية أكبر من المرأة، مثل الإنفاق على الأسرة وسداد المهور. بناءً على ذلك، يحصل الرجل على نصيب أكبر في بعض الحالات لتلبية هذه الأعباء، ومع ذلك، فإن هذا التفاوت محصور في أربع حالات فقط.
متى ترث المرأة أكثر من الرجل؟
ويمكن أن ترث المرأة أكثر من الرجل في حالات عديدة، كالتالي:
استقراء مسائل الميراث يوضح أن هناك أكثر من 30 حالة ترث فيها المرأة مثل الرجل أو أكثر منه، أو ترث ولا يرث نظيرها من الرجال.
وفي مقابل ذلك، هناك أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل، وذلك تحقيقًا للتوازن الذي يأخذ في الاعتبار مسؤوليات النفقة.
1- الميراث قبل الإسلام: قبل الإسلام، كانت المرأة محرومة تمامًا من الميراث، وتُعامل كجزء من ممتلكات الرجل، تُورث كما يورث المال، جاء الإسلام ليضع حدًا لهذه الممارسات الظالمة، ويمنح المرأة حقوقًا واضحة ومحددة في الميراث.
2- رؤية الإسلام للعدالة: الإسلام لا يفرق بين الرجل والمرأة في الميراث بناءً على الجنس، بل يعتمد على معايير تحكمها الحكمة الإلهية، وتلك الفلسفة تهدف إلى تحقيق العدل والتوازن بين جميع أفراد الأسرة، مع مراعاة اختلاف الأدوار والمسؤوليات بين الرجل والمرأة.
وفي النهاية، الحديث عن أن المرأة ترث نصف الرجل يحتاج إلى فهم أعمق لفلسفة الميراث في الإسلام، التي وضعت قواعد تضمن العدالة وتوازن الأدوار، دون أي انتقاص من حقوق المرأة أو مكانتها في المجتمع.