متى يحق للزوجة ضرب زوجها؟.. دار الإفتاء تحدد
متى يحق للزوجة ضرب زوجها؟.. بنيت الحياة الزوجية في الأساس على المودة والرحمة والاحترام المتبادل بين الزوجين، إلا أن هناك العديد من الخلافات التي قد تتسلل لتشوب هذه العلاقة السامية، وقد يتحول هذا الخلاف في بعض الأحيان إلى تصرفات غير مقبولة كالعنف الجسدي.
القوامة في الإسلام ومسؤولية الزوج
تعتبر القوامة في الإسلام هي دور إشرافي أسند للرجل بناءً على التفاضل في الإدارة والنفقة، فهي ليست إذنًا بالعنف أو وسيلة للهيمنة، قال تعالى: «بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ» (النساء: 34).
ويتضح من الآية الكريمة أن ضرب الزوجة ليس من متطلبات القوامة أو مظاهرها، بل يتنافى مع المودة والرحمة التي أُسست عليها العلاقة الزوجية.
متى يحق للزوجة ضرب زوجها؟
ومن هذا المنطلق، قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بـدار الإفتاء المصرية، إن الإسلام يدعو إلى إحسان العشرة بين الزوجين، ولا يجيز بأي حال للمرأة أن تضرب زوجها.
وأكد أن الشرع الشريف، حث على الرفق في معالجة الأخطاء، مستشهدًا بما ورد عن النبي (صل الله عليه وسلم) أنه قال: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» (رواه مسلم)، لافتًا إلى أن إهانة الرجل لزوجته قد تُنسى، لكن إهانة المرأة لزوجها قد تكون لها تبعات نفسية أكبر يصعب تجاوزها.
وكشف أن بيت النبي (صل الله عليه وسلم) كان نموذجًا مثاليًا في التعامل الراقي بين الزوجين، ولعل أبرز المواقف التي تظهر ذلك، حادثة كسر إحدى زوجاته لصحفة الطعام بدافع الغيرة، حيث ورد عن أنس رضي الله عنه أنه قال: «كان النبي صل الله عليه وسلم عندَ بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصَحْفةٍ فيها طعامٌ، فضربت التي النبيُّ صل الله عليه وسلم في بيتها يدَ الخادم، فسقطت الصَّحْفةُ، فانفَلَقَتْ، فجمع النبي صل الله عليه وسلم فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: «غارت أمُّكم، غارت أمُّكم»، ثم حبس الخادمَ حتى أُتِي بصَحْفَةٍ من عند التي هو في بيتها، فدفع الصَّحْفَةَ الصحيحة إلى التي كُسرت صَحْفَتُها، وأمسَكَ المكسورة في بيت التي كسَرَتْ».
حكم ضرب الزوجة الناشز
الزوجة الناشز التي تمتنع عن أداء حقوق زوجها الشرعية بغير عذر، تستوجب معالجة خاصة كما أوضح القرآن الكريم، ويبدأ العلاج بالموعظة الحسنة، ثم الهجر في المضجع، وأخيرًا ما يعرف بـ"الضرب الرمزي".
وكان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أكد أن هذا الضرب لا يفهم بمعناه التقليدي، بل هو رمزي لا يسبب أذى جسديًا أو معنويًا، ويهدف إلى التهذيب وليس الإهانة.
ضوابط ضرب الزوجة الناشز
أباحت الشريعة الإسلامية الضرب ولكن بضوابط صارمة، جاءت كالآتي:
- أن يكون رمزيًا.
- ألا يُسبب ألمًا أو ضررًا.
- ألا يُستخدم إلا بعد استنفاد جميع الوسائل الأخرى.