ما حكم توبة الملحد؟.. الإفتاء يترك الرد للقضاء
ما حكم توبة الملحد؟.. تعتبر التوبة باب مفتوح لكل مذنب أيًا كانت خطاياه، فالله سبحانه وتعالى يقبل التوبة من عباده مهما عظمت ذنوبهم، ولكن يتساءل الكثيرون عن حكم توبة الملحد وأصحاب الفكر المتطرف وهل يقبلها الله تعالى أم لا؟.
ما حكم توبة الملحد؟
اتفق العلماء على أن التوبة من الكفر والمعاصي واجبة شرعًا، وهي من أهم أسس الإسلام، مستشهدين بقوله تعالى: «وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (النور: 31).
وأكد العلماء أن التوبة تمثل فرصة للإنسان ليعود إلى طريق الهداية، حيث ينبغي عليه أن يبادر بها قبل أن يدركه الأجل، ليخرج من الدنيا وهو يأمل رحمة الله وينجو من عذابه.
حكم التوبة لمن ارتد عن الإسلام
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بـدار الإفتاء المصرية، أن الردة عن الإسلام تترتب عليها أحكام فقهية تستلزم عرضها على القضاء، فليس مجرد إعلان الشخص بلسانه خروجه أو عودته للإسلام كافيًا لتحديد الحكم الشرعي عليه.
وبيّن أن القضاء هو السلطة المخولة للفصل في قضايا الكفر والردة، نظرًا لأن الإنسان قد يخطئ في تقدير أفعاله أو أقواله.
شمولية رحمة الله بعباده
وأكد شلبي أن الله تعالى يقبل توبة من تاب مهما بلغت ذنوبه، مستدلًا بما رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها بشأن قريبها ابن جدعان، الذي كان يفعل أفعالًا صالحة لكنها لم تنفعه لأنه لم يتوجه إلى الله بالدعاء قائلًا: "رب اغفر لي خطيئتي".
حكم التوبة بعد الكفر
ومن جهته، أشار الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أن التوبة الصادقة تجب ما قبلها، فلو تاب الإنسان توبة نصوحة، فإن الله يغفر له ذنوبه.
وبيّن أن التوبة ليست مرتبطة بالزمن، بل هي هبة من الله ييسرها لمن يشاء، وقد يجعل الله في قلب إنسان ذنبًا صغيرًا يقوده للندم والتوبة، بينما يظل آخر غارقًا في ذنوبه دون أن يشعر بندم حقيقي.