بعد تهنئتها بعيد ميلادها.. سر العلاقة بين فيروز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؟
تصدر اسم الفنانة الكبيرة فيروز التريند على منصات السوشيال ميديا خلال الساعات الماضية، خاصة من قبل المجتمع الأوربي بعد عودة البحث عن العلاقة التي ربطت فيروز بدولة فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون.
ويستعرض موقع الأيام المصرية خلال التقرير التالي أبرز المحطات الفنية في حياتها وأبرز التكريمات التي حصدتها من رؤوساء فرنسيين.
إيمانويل ماكرون يهنئ فيروز في عيد ميلادها
هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الفنانة اللبنانية فيروز بمناسبة عيد ميلادها، وذلك خلال الساعات القليلة الماضية في بيان رسمي عبر حسابه الرسمي، ما جعلها تتصدر التريند من جديد.
وتساءل رواد السوشيال ميديا على سر حب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لـ فيروز خاصة أنها ليست المرة الأولى، بل سبق وزارها عام 2020 عقب تفجير مرفأ بيروت الشهير.
متى بدأت علاقة فيروز بدولة فرنسا ؟
حظيت فيروز بتقدير ومحبة من قبل جمهور دولة فرنسا، والذي ربطتها به علاقة مميزة على المستوى الرسمي والشعبي منذ عشرات السنوات.
وبدأت علاقة فيروز بفرنسا بالتحديد عام 1975، إذ ظهرت لأول مرة على شاشة التلفزيون الفرنسي في برنامج سبيسيال ماتيو، الذي تقدمه ميراي ماتيو.
سر غناء فيروز أغنية باريس يا زهرة الحرية
توطدت علاقة فيروز وفرنسا بشكل كبير خلال الحرب اللبنانية، وغنّت أغنيتها الشهيرة "باريس يا زهرة الحرية" في حفل ضخم على مسرح الأولمبيا بباريس عام 1979.
وحرص أكثر من رئيس فرنسي خلال فترة توليه الحكم على تكريمها، ومنحها فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988، بينما منحها جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف عام 1998.
لماذا زار ماكرون المطربة اللبنانية فيروز؟
قام الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون بزيارة فيروز في منزلها عام 2020، وأقدم على زيارتها بشكل رسمي، ومنحها وسام جوقة الشرف وهو ارفع تكريم رسمي في فرنسا.
وكان منزل فيروز هو أول وجهة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عند زيارته إلى لبنان، إذ وصفها وقتها بـ الأيقونة اللبنانية.
ورغم إعلان الرئيس الفرنسي عن زيارته للفنانة فيروز أكثر من مرة، إلا أن اللقاء بينهما استمر لمدة 45 دقيقة في سرية تامة ولم يعرف أحد تفاصيله، إلا بعدما كتبت فيروز بنفسها على حسابها الرسمي على فيس بوك كواليس الزيارة.
ظهرت فيروز في هذه الزيارة في عباءة سوداء مطرزة، وغطت شعرها بمنديل أسود تراثي، وبدت جدران منزلها في الصور تحمل عبق التاريخ اللبناني وصور تذكارية لعائلتها وبعض المقتنيات الأثرية، بجانب عدد من الصور لفيروز بريشة الكرواتية جوستينا سيسي توماسيو.
ماذا قال إيمانويل ماكرون عن فيروز أثناء زيارته لها؟
جاءت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمطربة فيروز على رغبة منه في أن يشرب معها فنجان قهوة في منزلها في أنطلياس (شمال بيروت)، وحدث ذلك بعد عدة شائعات حول تعرضها لأزمة صحية شديدة، لكن زيارته لها أكدت للمغرضين أنها بحالة جيدة وتتمتع بالصحة والعافية.
وقال ماكرون عن ذلك اللقاء: "فيروز جميلة وقوية، تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي، عن لبنان وعن الحنين الذي ينتابنا".
من هم الحاضرون في زيارة ماكرون لـ فيروز؟
شهدت زيارة إيمانويل ماكرون لـ فيروز حضور عدد قليل من المدعوين، ومنهم: برنار فوشية السفير الفرنسي لدى لبنان، وفوزي مطران محامي فيروز الخاص، وابنتها ريما التي نسقت هذا اللقاء.
واشترطت ريما ابنة فيروز عدم حضور أي صحافيين، وتم الاكتفاء بالمصور الخاص بالرئيس إيمانويل ماكرون، الذي وثق هذه الزيارة التي شغلت اللبنانين والعرب والفرنسيين معا.
يبدو أن زيارة إيمانويل ماكرون لـ فيروز كانت تحمل الجانب السياسي والإنساني معا، رغم أن الفنانة فيروز ظلت متوارية عن أعين المتلصصون، لكنها كانت تتابع الأحداث ومجريات الأمور بشكل إدماني، وعاشت الذهول والحزن بعد الانفجار الكبير في مرفأ بيروت 2020.
قصة العلاقة التي ربطت بين فيروز وجاك لانغ أول وزير فرسي؟
ربطت علاقة فنية قوية بين فيروز وجاك لانغ أول وزير فرنسي، وذلك لأنه بدأ حياته بتأسيس فرقة مسرحية جاءت إلى لبنان في نهاية الخمسينيات، من مارسيليا عن طريق البحر، لتوفير ثمن تذاكر الطائرة.
شاركت الفرقة في مهرجان راشانا الذي نظمه الفنان التشكيلي ميشال بصبوص، وقدموا مسرحية لإسخليوس، وقدم فيها جاك وقتها دورا وعمره 20 عامًا، وحضرت وقتها فيروز وعاصي.
عبر جاك لانغ وقتها عن سعادته بلقاءها بعدما سمع عن نجوميتها، ثم ذهب إلى بعلبك لحضور حفلتها ووصفه وقتها "وكأنه في الجنة"، ووصف فيروز بأنها "صاحبة صوت ذهبي، وسحر يحلق بنا، بفضل المعجزة الربانية التي تجسدها".
وفي عام 1988، تم تنصيب جاك لانغ وزيرًا للثقافة، وأصبح أحد المقربين للرئيس فرنسوا ميتران الذي منح فيروز وسام الآداب الفرنسي، وسلمها إياه لانغ في حفل مهيب في القصر الملكي الباريسي، وجاء ذلك التكريم عقب حفلها الثاني في باريس في بيرسي في عز الحرب الأهلية.
وظهرت فيروز في حضرة فريديرك ميتران، ابن أخ الرئيس ميتران، في برنامجه التلفزيوني دو كوتيه دو شي فريد، استقبلها بشغف وحب إذ كان عاشقا للسينما العربية، وبعد تنصيبه وزيرًا للثقافة، صور عنها فيلم وثائقي شهير وأصبح من بين أشهر ما تم تصويره عنها.
كما منحها الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف، وهو من أعلى الأوسمة، وحين سلمها إياه السفير الفرنسي بيار لافون، قائلًا: إنه تكريم لشجاعتها، وهي التي أبت إخضاع صوتها إلا لوحدة اللبنانيين".
يذكر أن زيارة إيمانويل ماكرون لفيروز كانت جديدة ومثيرة في الشكل وفي التوقيت، لكنها تعتبر استكمالا لسلسلة من المبادرات التكريمية لنجمة العرب دون منازع طوال نصف قرن.