الصحراء الكبرى من الفضاء.. مشهد يحاكي كوكب المريخ بتفاصيله المذهلة
الصحراء الكبرى من الفضاء .. مشهد يحاكي كوكب المريخ بتفاصيله المذهلة، تبدو الصحراء الكبرى، عندما تشاهد من حافة الفضاء، وكأنها مشهد مأخوذ من كوكب المريخ، حيث تكسو الرمال الحمراء سطح الأرض على شكل بحر من الكثبان الرملية، وتظهر الصور الفضائية التي التقطها "مرصد ناسا للأرض" هذه التضاريس المدهشة، وتحديدًا منطقة عرق الشبي بصحراء مرزوقة جنوب شرق المغرب، التي تبرز بألوانها الحمراء وشكلها الهرمي، مما يعزز التشابه البصري بين الصحراء الكبرى والكوكب الأحمر.
تضاريس الصحراء الكبرى .. لوحة حمراء بلا نهاية
تغطي الكثبان الرملية العملاقة منطقة عرق الشبي على امتداد يصل إلى 22 كيلومترًا طولا و5 كيلومترات عرضا، مما يجعلها إحدى أبرز المناطق التي تظهر طبيعة الصحارى الواسعة غير المأهولة، تتميز هذه التضاريس بانتشار الكثبان الهرمية، التي تشكلت بفعل الرياح التي تتلاعب بالرمال وتعيد تشكيلها باستمرار، مما يضفي مظهرًا لا يشبه ما نراه على سطح الأرض.
إن هذا التكوين المذهل يقارن أحيانًا بالكثبان الرملية الموجودة على سطح المريخ أو على قمر زحل، "تيتان"، وهو ما يجعل الصحراء الكبرى منطقة فريدة من نوعها بخصائص لا توجد إلا في أماكن قليلة على الأرض وبعض الكواكب الأخرى.
الكثبان النجمية ظاهرة طبيعية مدهشة
تتواجد في عرق الشبي الكثبان الرملية النجمية، التي تعرف أيضًا بالكثبان الهرمية، وهذا النوع من الكثبان يتكون على هيئة تلال تمتد من مركز الكثيب، لتشكل ما يشبه النجمة أو الهرم عند النظر إليها من الأعلى، يصل ارتفاع هذه الكثبان إلى 300 متر، مما يجعلها من أطول الكثبان الرملية على وجه الأرض، ولها شكل فريد يشبه بعض الكثبان الموجودة على المريخ.
من الجدير بالذكر أن بعض هذه التلال، مثل الكثيب "لالا لاليا"، لها تاريخ طويل يعود إلى 13 ألف عام، وقد أظهرت الأبحاث أنه توقف عن النمو لمدة 8000 عام قبل أن يبدأ في التوسع مجددًا، وهذه المعالم تقدم لنا فكرة عن تاريخ وجيولوجيا الصحراء الكبرى، ودورها كمنطقة طبيعية شهدت العديد من التغيرات عبر الزمن.
الحياة في الصحراء الكبرى
ورغم أن الصحراء الكبرى قد تبدو خالية من الحياة كما هو الحال على المريخ، إلا أن هناك طبقات مائية جوفية تدعم الحياة فيها، وتساعد هذه المياه في تغذية بساتين النخيل ومدينة مرزوقة، التي تقع في قاع مجمع الكثبان الرملية، وتشكل المياه الجوفية شريان الحياة الأساسي لهذه المنطقة القاحلة، مما يتيح للأشجار والنباتات البقاء في بيئة تتسم بالحرارة والجفاف الشديدين.
إن مشاهدة الصحراء الكبرى من الفضاء تضفي على هذه المنطقة بعدًا آخر، يجعلها تبدو كمشهد من عالم آخر، يربط بين الأرض والكواكب الأخرى في تنوع مذهل يجمع بين الطبيعة القاحلة والحياة الجوفية التي تزدهر بفضل المياه.