الجمعة 01 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

نهر القيامة الجليدي في أنتاركتيكا .. خطر يهدد الكوكب بكارثة بيئية

نهر القيامة الجليدي
نهر القيامة الجليدي في أنتاركتيكا.. خطر يهد الكوكب بكارثة

يشهد العالم تغيرات مناخية سريعة ومقلقة، ومن أبرز تلك التغيرات ما يحدث في أنتاركتيكا، حيث ينذر ذوبان نهر القيامة الجليدي بكارثة بيئية عالمية، ويعد هذا النهر الجليدي، المعروف أيضًا باسم نهر ثويتس الجليدي، واحدًا من أكبر وأخطر الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية، ويغطي مساحة بحجم ولاية فلوريدا الأمريكية، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن ذوبانه المتسارع قد يؤدي إلى ارتفاع كارثي في مستوى سطح البحر، ويرصد الأيام المصرية التفاصيل في السطور التالية.

ذوبان متسارع ومقلق

وفقًا للعلماء، يعد نهر القيامة الجليدي أحد أسرع الأنهار الجليدية ذوبانًا في أنتاركتيكا، وخلال العقود الأخيرة، تسارعت معدلات الذوبان بشكل كبير بسبب ارتفاع درجات حرارة الأرض، ويعتبر العلماء أن هذا الذوبان هو مؤشر على تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، إذ أن الاحتباس الحراري يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المياه المحيطة بالقطب الجنوبي، مما يساهم في إذابة الجليد من أسفل النهر الجليدي، هوذا النوع من الذوبان، الذي يحدث تحت الجليد، ويعد أكثر خطورة لأنه يصعب رصده والتنبؤ به.

نهر القيامة الجليدي

التأثيرات البيئية المحتملة

إذا استمر نهر القيامة الجليدي في الذوبان بالمعدل الحالي، فقد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار 3 إلى 4 أمتار، وهذا الارتفاع سيكون كارثيًا على المناطق الساحلية في جميع أنحاء العالم، مدن مثل نيويورك، لندن، وشانغهاي ستتعرض لخطر الغمر الجزئي أو الكلي، مما سيؤدي إلى نزوح ملايين البشر وتدمير البنية التحتية الحيوية.

بالإضافة إلى ذلك، سيؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تآكل الشواطئ والأنظمة البيئية الساحلية الهشة، مثل الأهوار والمستنقعات التي تلعب دورًا رئيسيًا في حماية السواحل من العواصف، كما أن المياه المالحة المتدفقة إلى الأنهار ستؤدي إلى تلوث مصادر المياه العذبة التي تعتمد عليها العديد من المجتمعات.

نهر القيامة الجليدي

جهود العلماء لرصد الأزمة

لمواجهة هذه الأزمة المحتملة، يقوم العلماء من مختلف دول العالم بمراقبة نهر القيامة الجليدي عن كثب باستخدام تقنيات حديثة مثل الأقمار الصناعية والمستشعرات البحرية، وتجرى بعثات علمية منتظمة إلى أنتاركتيكا لجمع بيانات دقيقة حول معدلات الذوبان والظروف المناخية المحيطة بالنهر الجليدي، وتشير هذه البيانات إلى أن هناك ما يسمى بـ نقطة اللاعودة، وهي المرحلة التي يصبح عندها ذوبان النهر غير قابل للتراجع.

إحدى أبرز الدراسات الحديثة أوضحت أن ذوبان النهر قد يؤدي إلى انهيار "الحاجز الجليدي" الذي يدعم الجليد خلفه، مما سيسرع من فقدان كميات هائلة من الجليد في وقت قياسي.

نهر القيامة الجليدي

مستقبل مجهول وتحديات بيئية

نهر القيامة الجليدي يمثل مجرد مثال واحد على العديد من الأنهار الجليدية الأخرى في أنتاركتيكا التي تواجه خطر الذوبان، ومع تفاقم آثار التغير المناخي، يزداد القلق من أن يؤدي هذا الذوبان إلى تغييرات جذرية في المناخ العالمي، والدول الجزرية والمناطق المنخفضة ستكون الأكثر تضررًا، مع زيادة في أعداد اللاجئين البيئيين وتفاقم التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

في النهاية، يشدد العلماء على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة التغير المناخي. يتطلب ذلك تحركًا عالميًا للتقليل من انبعاثات غازات الدفيئة والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، فذوبان نهر القيامة الجليدي ليس مجرد مشكلة محلية، بل هو تهديد حقيقي للكوكب بأسره، وقد يكون نذيرًا لما يمكن أن يحدث إذا لم تُتخذ تدابير جادة للحد من التغيرات المناخية

تم نسخ الرابط