السفير جمال بيومي: الجزائر أول دولة زارها السيسي ولها مكانة لدى المصريين
أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، عن تاريخ العلاقات المصرية الجزائرية، أن الجزائر تحتل مكانة خاصة في قلوب المصريين، حيث دعمت مصر الجزائر خلال حربها ضد الاستعمار الفرنسي، وينشر موقع الأيام المصرية التفاصيل الخاصة بهذا الخبر.
وأشار بيومي إلى أن الجزائر كانت أول دولة يزورها الرئيس السيسي بعد انتخابه، مما يعكس أهمية هذه العلاقات، كما ذكر أن مصر والجزائر تشاركتا في الاتحاد الأوروبي بعد توقيع اتفاقية "دول إعلان أغادير".
وأوضح أن التبادل التجاري بين البلدين معفى تمامًا من الرسوم الجمركية، مما يعزز فرص التعاون التجاري بينهما، وأضاف أن مصر والجزائر وقعتا على اتفاقيات قانونية لمكافحة الجريمة المنظمة، بما في ذلك الإرهاب وغسل الأموال وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية
تاريخ العلاقات المصرية الجزائرية .. تاريخ من الدعم والمساندة
تُعد العلاقات المصرية الجزائرية من أقوى العلاقات في العالم العربي الحديث، حيث تجمع بين البلدين روابط ثقافية وسياسية وتاريخية عميقة.
تعود جذور هذه العلاقات إلى فترة النضال ضد الاستعمار، حيث كانت مصر لاعبًا بارزًا في دعم الجزائر خلال حرب استقلالها عن فرنسا (1954-1962)، إذ أصبحت القاهرة ملاذًا للمقاومة الجزائرية، وعلى الجانب الآخر، قدمت الجزائر دعمًا كبيرًا لمصر خلال السنوات التي تلت نكسة يونيو 1967، حتى انتصار أكتوبر 1973.
على مر العقود، شهدت العلاقات بين البلدين تقاربات وتباعدات، لكنها اتسمت بشكل عام بروح الأخوة والتعاون، وتعاونت مصر والجزائر في العديد من القضايا العربية، مثل دعم حركات التحرر وتعزيز الوحدة العربية، وكان لهما دور بارز في تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، كما ساهمت العلاقة الثنائية القوية بينهما في بناء علاقات استراتيجية بين الدول العربية والأفريقية.
بعد حرب أكتوبر عام 1973، شهدت العلاقات دفعة إيجابية، حيث انعقد أول مؤتمر عربي إفريقي عام 1977، وتتواءم مصر والجزائر في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية والأمن في المنطقة، كما تعمل الدولتان معًا على مكافحة الإرهاب والتنظيمات المسلحة، خاصة مع تزايد التهديدات في شمال إفريقيا.
اقتصاديًا، هناك جهود لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، على الرغم من أن مستويات التجارة الثنائية لا تزال بحاجة إلى تطوير، ويسعى الجانبان لتعزيز الاستثمارات المتبادلة، مع وجود فرص واعدة في قطاعات مثل الطاقة والزراعة والبنية التحتية.
أما على الصعيد الثقافي، فتتميز العلاقات بالتقارب الفكري، حيث يشهد التعاون في مجالات الأدب والفن والرياضة، ويتم تبادل الزيارات الرسمية بين القادة، مما يعكس رغبة الطرفين في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والأمن.
وفي مجال الرياضة، تُعتبر كرة القدم واحدة من مجالات التفاعل بين الشعبين، ورغم اختلافات وجهات النظر في بعض القضايا، فإن البلدين يواصلان العمل على تعزيز علاقاتهما لتحقيق مصالح الشعبين واستقرار المنطقة، مع التركيز على تعزيز التعاون والتفاهم في المستقبل.