تبون في القاهرة
مصر والجزائر .. علاقة أخوة وقصة كفاح ممتدة لسنوات
تتمتع مصر والجزائر بعلاقة تاريخية تعود لعقود من التعاون والتضامن، مما يعكس مثالًا حقيقيًا على الوحدة العربية. لطالما وقفت الدولتان معًا في مواجهة التحديات المختلفة التي مرت بها المنطقة.
خلال السنوات الماضية، سعت مصر والجزائر لتعزيز أواصرهما، ويستمر الرئيس عبد الفتاح السيسي في العمل على تقوية سبل التعاون بين البلدين بما يتماشى مع أهدافهما المشتركة وتطورات الوضع الإقليمي.
لقاء القمة وتعزيز التعاون
في إطار تعزيز العلاقات، التقى الرئيس السيسي اليوم مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، في زيارة رسمية تهدف إلى تقوية أواصر التعاون وتنسيق الجهود بشأن القضايا المشتركة، من المتوقع أن تتناول المباحثات القضايا الإقليمية المهمة وتؤكد الدور المشترك للبلدين في دعم الاستقرار في المنطقة.
مصر والجزائر.. كفاح مشترك
شهدت العلاقات المصرية الجزائرية مراحل من الدعم والتنسيق المستمر، حيث لعبت مصر دورًا بارزًا في دعم الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي عام 1954، وكانت اجتماعات القاهرة في أكتوبر من نفس العام نقطة انطلاق هامة، حيث تم وضع الخطط الأساسية لكفاح الشعب الجزائري من أجل الاستقلال.
في المقابل، قدمت الجزائر دعمًا لمصر خلال حرب أكتوبر 1973، حيث أرسلت وحدات عسكرية ووسائل دعم عسكري. وكان للرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين دور محوري في تأمين الدعم السوفيتي لمصر، مما عزز العلاقات الثنائية في لحظات تاريخية حساسة.
العلاقات في عهد الرئيس السيسي
في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصبحت العلاقات المصرية الجزائرية في تطور ملحوظ، حيث كانت الجزائر أول وجهة خارجية له بعد توليه الرئاسة في عام 2014. عملت القيادتان على توسيع مجالات التعاون وتوحيد الرؤى بشأن قضايا عربية هامة، مثل القضية الفلسطينية وأزمة ليبيا، مع التأكيد على ضرورة تحقيق الاستقرار في المنطقة.
تبون يزور مصر
تأتي زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لمصر في إطار سعي البلدين لتطوير وتعزيز العلاقات. شهدت زيارته في يناير 2022 مباحثات معمقة تناولت قضايا الأمن القومي العربي وتعزيز الدولة الوطنية. وتم الاتفاق على دعم حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته نحو إقامة دولته المستقلة، وتعزيز الاستقرار في ليبيا والسودان ومنطقة الساحل.
كما تناولت المباحثات التحديات الأمنية في أفريقيا وضرورة تكثيف الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك تقديم برامج تدريبية للكوادر الأمنية وإيجاد حلول مستدامة للتحديات التي تواجه دول الساحل والصحراء. يهدف هذا التنسيق إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والتكامل بين الدول الأفريقية، بما يتماشى مع أجندة التنمية الأفريقية 2063.