هل الميت يسمع من يزوره في قبره؟.. "الإفتاء" تُجيب
هل الميت يسمع من يزوره في قبره؟.. قالت دار الإفتاء المصرية، إن الموت ليس مجرد فناء أو عدم كما يروج الماديون، بل هو انتقال من حياة إلى أخرى.
وأضافت الدار ردا على التساؤل، أن الشريعة الإسلامية أثبتت أن الموتى لديهم إدراك، وقد ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أن موتى الكفار يسمعون كلام الأحياء: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ» متفق عليه، منوهة أنه إذا كان موتى الكفار يسمعون من يزورهم، فمن باب أولى أن يسمع المؤمنين.
هل الميت يسمع من يزوره في قبره؟
وأوضحت الإفتاء، أن الموت بالنسبة للأنبياء والصالحين لا يمثل نهاية، بل هو انتقال إلى حياة أسمى وأكمل، مستدلة في حديثها بما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال إن الأنبياء يبقون أحياء في قبورهم ويؤدون الصلاة، كما استدلت بما ورد في القرآن الكريم أن الشهداء يتمتعون بالحياة الأبدية، وذلك في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: 154].
ولفت إلى أن العلماء أكدوا إجماع السلف وأهل السنة على أن الله يحيي الموتى في قبورهم، وأنهم يسمعون حديث زائرهم.
حكم مخاطبة الموتى في قبورهم
وكشفت دار الإفتاء، أنه ورد في الشريعة الإسلامية جواز مخاطبة الأموات في قبورهم، ويدل على ذلك ما يُقال في التشهد أثناء الصلاة: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته"، وهو خطاب واضح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته.
وأضافت: كما نقلت روايات صحيحة عن الصحابة بأنهم تحدثوا مع النبي بعد وفاته؛ فقد ورد في صحيح البخاري أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، بعد وفاة النبي، كشف عنه وقبله قائلاً: "بأبي أنت وأمي، طبت حيًّا وميتًا..."، وكذلك نقل عن السيدة فاطمة رضي الله عنها أنها خاطبت والدها بعد وفاته بقولها: "يا أبتاه، أجاب ربًّا دعاه...".
واردفت أن الأمر لم يقتصر على مخاطبة الأنبياء فقط، بل شمل عموم الأموات؛ فقد ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان بعد عودته من السفر يتوجه إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: "السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه".