الجمعة 01 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

الهوس بالنحافة .. كيف بدأت الظاهرة وما هي أبعادها الحديثة؟

الهوس بالنحافة ..
الهوس بالنحافة .. كيف بدأت الظاهرة وما هي أبعادها الحديثة؟

الهوس بالنحافة وانتشار الحميات الغذائية أصبحا من الظواهر العالمية التي لا تقتصر على بلد معين، بل تعم على جميع الدول، ليست بمنأى عن هذه الظاهرة التي بدأت تجتاح المجتمعات الحديثة، ولكن متى وكيف بدأت هذه الظاهرة، وما هي العوامل التي ساعدت في انتشارها؟ هذا ما سيستعرضه معكم موقع الأيام المصرية في السطور التالية.

الهوس بالنحافة

الجذور التاريخية للهوس بالنحافة

ولفهم ظاهرة الهوس بالنحافة، لا بد من العودة إلى الماضي، حيث كان الجمال يُقاس بالقوام الممتلئ، إذ كان يعتبر علامة على الخصوبة والرفاهية، وفي العصور القديمة، ارتبطت السمنة بالثروة والصحة، واعتبرت رمزًا للتفاخر الاجتماعي ومع ذلك، بدأ تغير جذري يحدث مع مطلع القرن العشرين، حيث تغيرت معايير الجمال تدريجيًا وبدأت النحافة تأخذ مكانها.

النحافة في القرن العشرين .. تأثير هوليوود والأزياء

في العقود الأولى من القرن العشرين، بدأت المجتمعات الغربية تشهد تحولًا في معايير الجمال نحو النحافة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تأثير هوليوود وصناعة الأزياء، وارتبطت شخصية "الفلاپر" الشهيرة بنمط حياة جديد يروج للـمرأة النحيلة والمستقلة، وهذه الشخصية مثلت تمردًا على القوالب التقليدية وشجعت النساء على السعي وراء الرشاقة.

بحلول منتصف القرن العشرين، تعززت هذه الظاهرة مع صعود صناعة الأزياء العالمية، وأصبحت العارضات النحيفات رمزًا للجمال المثالي، وبدأت المجلات والإعلانات تسوق لهذا النمط الجديد من الجمال، وظهرت في هذه الفترة حميات غذائية متعددة، ركزت على تقليل السعرات الحرارية كوسيلة لتحقيق الجسد المثالي.

الستينيات .. ظهور "تويجي" وتعزيز معايير الجمال النحيل

ومع دخول الستينيات، أصبحت النحافة معيارًا أكثر تطرفًا مع صعود عارضة الأزياء "تويجي" التي كانت تتمتع بجسد نحيل للغاية، وشكلت هذه العارضة نموذجًا للجمال الجديد، وعززت الضغوط الاجتماعية على النساء للحفاظ على هذا الشكل، وهذا الاتجاه لم يقتصر على النساء فقط، بل بدأ يطال الرجال الذين أجبِروا أيضًا على تبني نمط رياضي وقوام نحيل ومحدد.

 عارضة الأزياء "تويجي"

التسعينيات وبداية الألفية الجديدة .. دور الإعلام الاجتماعي

في التسعينيات، بدأت حميات جديدة مثل "أتكينز" و"ساوث بيتش" تحظى بشعبية كبيرة، وقدمت هذه الحميات وعودًا بخسارة الوزن السريعة، إلا أن بعض هذه الحميات دفعت بالعديد إلى حالات صحية غير مستقرة، مع بزوغ الألفية الجديدة، دخلت وسائل الإعلام الاجتماعي والإنترنت على الخط، مما ساهم بشكل غير مسبوق في تعزيز معايير النحافة، وأصبح من السهل الوصول إلى الأنظمة الغذائية الجديدة وشهادات التحول الجسدي من خلال منصات التواصل الاجتماعي.

الهوس بالنحافة

التغيرات الحديثة .. قبول الذات وحملة "الجسم الإيجابي"

في الوقت الحالي، يبدو أن هناك حركة مضادة للهوس بالنحافة تتبلور تدريجيًا، وبدأت تظهر حملات تدعو إلى تقبل الذات ومحاربة معايير الجمال التقليدية، مثل حملة “الجسم الإيجابي”، وتسعى هذه الحركات إلى تشجيع الأفراد على تقبل أجسادهم كما هي، بعيدًا عن معايير الجمال الصارمة.

يمكن القول إن هوس النحافة هو ظاهرة معقدة لها جذور تاريخية عميقة، ورغم استمرار الضغوط الاجتماعية للحفاظ على قوام نحيل، بدأت تظهر مواقف إيجابية تدعو إلى تقبل الذات والصحة المتوازنة، ويجب أن يتبنى المجتمع نهجًا أكثر صحة وواقعية في التعامل مع قضايا الجمال والرشاقة، لضمان صحة جسدية ونفسية أفضل للجميع.

تم نسخ الرابط