هل الوشم حرام في القرآن وما الدليل؟.. الإفتاء تنصح الشباب
هل الوشم حرام في القرآن؟.. تعتبر مسألة الوشم من القضايا التي أثارت جدلًا واسعًا في المجتمعات المختلفة على مر العصور، وتحتل مساحة خاصة في الفقه الإسلامي نظرًا لارتباطها بتغيير خلق الله وإحداث ضرر بالجسد.
ومع انتشار الوشم في العصر الحديث كنوع من الزينة والتعبير الشخصي، يتساءل الكثيرون عن حكمه وهل يعتبر تغييرًا لخلق الله.
هل الوشم حرام في القرآن؟
عرَّفت دار الإفتاء المصرية الوشم القديم أو التاتو الثابت بأنه إجراء يتم عن طريق إحداث ثقب في الجلد باستخدام إبرة معينة، مما يسبب خروج الدم وترك فجوة في الجسم، هذه الفجوة تملأ بمادة صبغية لتشكل رسومات أو أشكالًا دائمة على الجلد.
وأوضحت أن الفقهاء أجمعوا على اعتبار هذا النوع من الوشم نجسًا، وبالتالي حكموا بحرمته، استنادًا إلى ما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ»، حيث جاء اللعن كدليل على تحريم الوشم الذي يُعد من الكبائر في الإسلام.
أسباب تحريم الوشم القديم
وكشفت الإفتاء أن الفقهاء أوضحوا عدة أسباب لحرمة الوشم القديم، ومنها:
أولًا: تغيير خلق الله والتدليس:
يعود السبب الأول لتحريم الوشم إلى كونه تغييرًا لخلق الله، وقد أشار العلماء إلى أن التدليس والتغيير في خلق الله من الأمور المحرمة، مستشهدين بقول الله تعالى في سورة النساء: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ﴾، كما أوضح الإمام القرطبي أن تحريم هذه الأفعال يعود إلى كونها تغييرًا لخلق الله وأحد أشكال التدليس.
ثانيًا: الإضرار بالجسد:
من بين الأسباب الأخرى التي جعلت الوشم محرمًا هو ما يسببه من ألم وإيذاء للجسد عبر غرز الإبر، وحيث أن الشريعة الإسلامية تحرم كل ما يؤذي الإنسان أو يضر بجسده من غير ضرورة، استشهد الفقهاء بقول الله تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾، ويُعد الوشم من الأمور التي تلحق ضررًا بالجسد دون حاجة ضرورية تبرر ذلك، وهو ما يتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية في الحفاظ على النفس.
ثالثًا: التشبه بالفاسقين:
بيّن العلماء أن الوشم يُشبه الأفعال التي يقوم بها الفاسقون والجهال، وقد نهت الشريعة عن التشبه بأهل الفسق، ويعتبر الوشم من أفعال الفاسقين والجهال، وهو سبب إضافي لتحريمه.
رابعًا: النجاسة الناتجة عن الوشم:
أحد أبرز أسباب تحريم الوشم هو النجاسة التي يحدثها، فبعد غرز الإبر واختلاط الدم بالصبغة في المكان الموشوم، يصبح هذا الموضع نجسًا، وقد أكد الإمام النووي في تفسيره أن الموضع الذي يُوشم يصبح نجسًا، وأوضح الفقهاء أنه يجب إزالة هذا الوشم إن كان ذلك ممكنًا، إلا إذا كانت إزالته ستؤدي إلى ضرر أكبر أو تشويه للجسد.