حكم الانقطاع عن الصلاة ثم المواظبة عليها.. الإفتاء توضح
حكم الانقطاع عن الصلاة ثم المواظبة عليها.. تعتبر الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وأحد أهم العبادات التي فرضها الله على المسلمين، فهي الصلة المباشرة بين العبد وربه، وعماد الدين الذي لا يستقيم إيمان المسلم إلا بها. لذا، يتساءل الكثير من السلمين عن أحكام الصلاة بشكل مستمر.
حكم الانقطاع عن الصلاة ثم المواظبة عليها
وفي هذا الصدد، قالت دار الإفتاء المصرية، إن الله سبحانه وتعالى شرع لعباده العديد من الفرائض التي تقربهم منه، ومن أهم هذه الفرائض الصلاة، التي فُرضت في ليلة الإسراء والمعراج.
وأضافت أن القرآن الكريم أكد على فرضية الصلاة والمحافظة عليها في عدة آيات، منها قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾، وقوله تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ﴾، كما جاء في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾.
وشددت الدار على أهمية الحفاظ على الصلاة في أوقاتها، وإذا فاتت صلاة أو نُسيت، يجب على المسلم قضاؤها عند تذكرها، متابعة: وفي حالة انقطاع المسلم عن الصلاة لفترة طويلة، فيجب عليه قضاء الفوائت مع كل صلاة حاضرة حتى يُتم ما فاته.
حكم قضاء الصلوات المتروكة عمدًا أو نسيانًا
أما بالنسبة لحكم قضاء الصلاة المتروكة عمدًا أو نسيانًا، أوضحت دار الإفتاء أن الصلاة المفروضة التي فاتت واجبة القضاء سواء كان السبب عذرًا غير مسقط لها أو بدون عذر، مشيرة إلى أن القضاء وحده لا يكفي لرفع الإثم، بل يجب معه التوبة النصوح، كما لا تُعفى الصلاة بمجرد التوبة؛ لأن القضاء شرط أساسي للإقلاع عن الذنب.
وبيّنت أن الصلاة فرضت بأوقات محددة، مستشهدة بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾، وأن الله سبحانه وتعالى امتدح المحافظين عليها في قوله: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾، وفي المقابل حذر من التهاون بها في قوله: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ﴾.
حكم قضاء الصلوات المتروكة نسوًا
أكدت الإفتاء أن الفرائض الخمس التي أوجبها الله تؤدى في أوقاتها المحددة، وأن من نسي صلاة أو نام عنها يجب أن يؤديها عند تذكرها، ولا كفارة لذلك إلا القضاء، منوهة أنه في حالة تقصير العبد في الصلاة سواء بعذر أو بدون، فإن الواجب عليه قضاء ما فاته حسب استطاعته، وهذا ما أجمع عليه الفقهاء.
وأشارت إلى أن تأخير قضاء الصلوات لا يجوز إلا لعذر، مثل تحصيل الرزق أو العلم الواجب، وأن النوم أو الأكل يُعد من الأعذار المقبولة.
حكم قضاء الصلوات المتروكة عمدًا
وتطرقت الدار إلى حكم قضاء الصلاة المتروكة عمدًا، موضحة اختلاف الفقهاء في هذا الشأن، حيث يرى جمهور العلماء وجوب قضاء الصلاة التي تركت عمدًا بعد التوبة والاستغفار.
وأكد الفقهاء على أهمية القضاء في كل الأحوال، سواء كان الترك عمدًا أو نسيانًا، وأنه لا يُعفى من هذا الواجب إلا لعذر معتبر شرعًا، لقوله -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ».