تأثير الحب على نفسية المرأة والرجل.. الآثار الإيجابية والسلبية
تتحدث قصص وأغاني وشعراء عن روايات وحكايات عاطفية شهيرة على مدار سنوات طويلة، تكشف خلالها أجمل المشاعر العاطفية سواء كانت هذه الأحداث سعيدة أم حزينة ورغم ذلك عندما يأتي الاحتفال بتلك المناسبة يتم إعداد كل ألوان البهجة والسرور.
ويرصد موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية الآثار الإيجابية والسلبية التي تؤثر على الصحة النفسية لكل من يقع تحت تأثير الحب.
الحب شعور وإحساس عميق بالمودة بين الرجل والمرأة
تشير الدراسات الحديثة التي أجريت مؤخرًا إلى أن الحب عندما يأتي تتحقق معه فوائد صحية عديدة رائعة حول تأثير الحب على الصحة النفسية سواء للمرأة أو الرجل، نتيجة الشعور بإحساس عميق بالمودة.
وتوضح الدراسة أن الحب يتم بطرق مختلفة، بداية من كونه إحساسًا عميقًا والشعور بالمودة، إلى تجسيد للفضائل والسلوكيات التي توفر الحماية والثقة والأمل، والدافع للنظر إلى المستقبل وعلى مدار قرون طويلة، اخترع البشر طرقًا مختلفة من أجل الاحتفاء بالحب كرابط قوي.
ماذا تقول الأبحاث عن الحب؟
بعد قرون من التغني بالحب بشكل معنوي، وصل الانسان لفهم أعمق يفسّر كيفية تشكُّل الحب في داخلنا بيولوجياً وكيميائياً وبالتالي أثره في دعم صحتنا النفسية.
هذا الفهم يجعل البشر أكثر إقبالاً على إدراك قيمة وأهمية الحفاظ على علاقات المحبة والاستفادة من الآثار الإيجابية للحب على الصحة النفسية.
أوضحت الدراسة أن الحب ليس مجرد شعور معنوي بل هو أكثر من ذلك حيث يقدم لنا العلم دليلًا على أن ما نختبره عندما نكون في علاقات حب يتعرض لتغييرات عديدة في النواحي العصبية والهرمونات في أجسامنا، وبالتالي يؤثر على جميع أنظمتنا الجسدية والنفسية.
ويؤثر الحب بيولوجيًا على تركيب وتكوين الدماغ وأجزاء جهازنا العصبي، حيث يثبت كتاب “A General Theory of Love 2001″، الذي أعده ثلاثة أساتذة في الطب النفسي، أثر الحب بالطريقة التالية أن جهازنا العصبي ليس منفصلًا أو ذاتيَ العمل، فبدايةً من الطفولة المبكرة، فإن مناطق دماغنا التي تم تشكلها وتعريفها على أنها الجهاز الحوفي (والذي يتكون من الحصين، واللوزة، والنواة المهادية الأمامية والقشرة الحوفية).
ويتأثر بالأشخاص الأقرب منا ويعمل على خلق روابط معهم على مستويات متعددة، بطريقة لها آثار عميقة على الشخصية والصحة العاطفية وقد تمتد هذه الآثار لتصبح موجودة مدى الحياة، ومن الممكن رؤية أدلة على هذه الروابط بإدارة التوتر والاكتئاب والقلق.
العلاقة الصحية التي يسودها الحب
من المهم إدراك أن الأثر الإيجابي للحب يكون ضمن إطار العلاقات الصحية، ومن صفات هذه العلاقات الصحية ما يلي:
- ثقة أطراف العلاقة ببعضهم البعض.
- القدرة على مشاركة الأفكار والمشاعر مع الآخر دون التخوُّف من التعرُّض للسخرية.
- الاحترام المتبادل.
- كل شريك يقدر العلاقة ويخصص وقت للشخص الآخر.
- الإنصات للآخر والقدرة على التنازل في حال الخلاف.
- عدم الاعتماد بشكل كلي على الآخر.
- وجود حدود يتم احترامها من الطرفين.
- إمكانية النقاش والاختلاف دون عنف.
- عدم وجود أي شكل من أشكال الإساءة الجسدية أو العاطفية بين الطرفين.
- الحب وقاية وعامل بناء لصحتكم النفسية.
منافع الحب أقيمت عليها دراسات عديدة
نشعر بالسعادة عند الوقوع في الحب خاصة في مراحله الأولى، عندما يكون الدوبامين نشط بشكل ملحوظ من خلال هذه المادة الكيميائية التي تمنحنا الشعور بالسعادة والمرتبطة بالمكافأة، ومن هنا نشعر بأننا فوق السحاب لأننا دخلنا في علاقة جديدة.
وقد تعاني أطراف الحب في هذه العلاقة الجديدة أيضًا من ارتفاع حاد في هرمون الإجهاد (الكورتيزول) وانخفاض متزامن في ناقل (السيروتونين العصبي) المنظم للمزاج، وقد تفسر بعض السلوكيات الخاطئة (مثل العاطفة الممزوجة بالقلق والهوس والعصبية) مع بداية حب جديد، وفقًا لدراسة معهد هارفارد للعلوم العصبية.
وتوضح الدراسات أن مستويات الدوبامين قد تظل مرتفعة حتى بعد مرور الزمن على علاقة الحب، ولكن مستويات الكورتيزول والسيروتونين تعود إلى وضعها الطبيعي، مما يساعد على الهدوء والاستقرار في العلاقة دون فقدان مزايا وتأثير الحب على الحالة المزاجية.
ويعتبر الوقوع في الحب ليس علاجًا لجميع الأمراض النفسية، ولكن من المؤكد أن السقوط في بحر الحب ووجود زوج داعم وعلاقة حميمة صحية تعزز السعادة، حين أن العلاقة السعيدة والمستقرة، مرتبطة بصحة نفسية أفضل، ومستويات أقل من التوتر، والاكتئاب.
وتشير الأبحاث من ناحية أخرى، إلى أنه يمكن أن يؤدي وجود علاقة سيئة إلى تفاقم الصحة النفسية، لأن العلاقة غير المستقرة أو غير الصحية مع الشريك يمكن أن تزيد من التوتر والقلق، وأن الأشخاص المتزوجين لديهم معدلات أقل بكثير من تعاطي المخدرات، وضغط الدم منخفض، والاكتئاب أقل من أقرانهم غير المتزوجين.
التوتر يؤدي إلى تبخر الحب
وتضيف الدراسة أن الدوبامين يبدأ في مشاركة الأثر مع مادة كيميائية أخرى في الدماغ، وهي الأوكسيتوسين، أو هرمون الترابط، بعد أن تهدأ مرحلة شهر العسل في العلاقة، ولكن هذا لا يمنحنا مشاعر “دافئة وغامضة” نحو الشريك فقط ولكنه يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا لصحتنا.
وتشير الدراسة إلى انخفاض مستويات التوتر عندما يشعر الناس بالارتباط الآمن، فإن مجرد التواجد في حضور شخص يرحب بنا ويحتضننا باحترام ورعاية إيجابية، يمكن في الواقع أن تخفض مستويات الكورتيزول والأدرينالين، ويخلق حالة توازن أكبر داخلنا، مما يعني أن المواد الكيميائية العصبية الخاصة قد عادت إلى التوازن.
الحب يساعدنا على العيش لفترة أطول
وتوضح الأبحاث أن الأزواج يتمتعون بعمر أطول من العزاب، وأن هذه الفوائد طويلة الأمد يتم تفسيرها إلى حد كبير من خلال الدعم الاجتماعي والعاطفي المتسق، والالتزام الأفضل بالرعاية الطبية ووجود شريك يمكنه تشجيعك، لمواجهة الحياة الصحية وتوجيهك بعيدًا عن السلوكيات السيئة.
الحب يعزز تقدير وتحقيق الذات
وتشير الدراسات والأبحاث أن يكون كل شخص يستطيع قيمته الخاصة من خلال وجود محبوبًا يضيف ذلك إلى الشعور بقيمة الذات، خاصةً معرفة أن شخصًا ما يحبك يعني ذلك أنك مهم، وأن لديك قيمة، وأن وجودك مهم بالنسبة الى شخص آخر.
هل ينهي المرض النفسي علاقة حب
يجب على كل شخص إذا كان لديه زوج أو شريك، ويعاني أحدكما من مشاكل الصحة النفسية، يجب تقديم الدعم لبعضكما البعض، واتخاذ خطوات فعالة للحصول على العلاج، والمشاركة في العلاج، والاستماع ومشاركة المشاعر، وحل النزاعات بشكل مثمر، لكي تستمرّا في العيش معًا بشكل جيد، حتى مع وجود المشاكل النفسية.