دراسة جديدة تعيد الجدل حول "كفن تورينو" المقدس.. هل هو حقيقي؟
أثارت دراسة علمية حديثة جدلًا واسعًا حول "كفن تورينو"، وهو الكفن الشهير الذي يعتقد البعض أنه غطى جسد السيد المسيح بعد صلبه، وفقًا للبحث الذي أجراه فريق من معهد علم البلورات التابع لمجلس البحث الوطني الإيطالي، فإن تقنيات متطورة لتحديد العمر باستخدام الأشعة السينية توصلت إلى أن الكفن يعود لبداية العصر الميلادي، ما قد يثبت أصالته التاريخية والدينية، ويرصد لكم موقع الأيام المصرية التفاصيل.
تقنيات متقدمة لتحديد العمر
الدراسة الجديدة استخدمت تقنية غير مسبوقة تعتمد على الأشعة السينية لتحديد عمر نسيج الكفن، وهو ما يختلف عن الدراسات السابقة التي اعتمدت على تقنيات أقل دقة، مثل تحليل الكربون المشع، ففي عام 1988، أظهرت دراسة باستخدام الكربون المشع أن الكفن يعود إلى العصور الوسطى، مما أثار تساؤلات حول صحته التاريخية.
ومع ذلك، يؤكد الباحثون في الدراسة الجديدة أن التحليل الدقيق للسليلوز الموجود في نسيج الكتان الذي صنع منه الكفن يظهر أن العمر الفعلي للنسيج يتوافق مع الفترة بين القرن الأول الميلادي وبداية العصر الميلادي، وهذا التقييم أضاف ثقة جديدة بأن الكفن قد يكون بالفعل هو الذي وُضع على جسد السيد المسيح.
الكفن بين الأساطير والحقائق العلمية
ظهر "كفن تورينو" لأول مرة في التاريخ عام 1350، وهو قطعة نسيج تظهر عليها صورة باهتة لرجل ذو لحية، والذي يعتقد البعض أنه السيد المسيح، ومع ذلك، أثار الكفن منذ ظهوره الكثير من الشكوك والجدل، خاصة بعد نتائج تحليل الكربون المشع التي نشرت في الثمانينيات.
اليوم، تأتي الدراسة الجديدة لتقلب تلك النتائج، حيث يزعم الباحثون أن التحليلات السابقة لم تأخذ في الاعتبار التلوث الذي تعرضت له العينات، وإذ يشير الدكتور ليبيراتو دي كارو، الباحث الرئيسي في الدراسة، إلى أن عينات النسيج من الممكن أن تكون قد تعرضت للتلوث بمرور الزمن، مما أثّر على دقة تحليل الكربون المشع.
مطالب بشطب النتائج السابقة
دعا الدكتور دي كارو إلى ضرورة إلغاء نتائج دراسة عام 1988 التي أشارت إلى أن الكفن يعود إلى العصور الوسطى، ويبرر مطالبته بأن العينات التي أُخذت من الكفن قد تعرضت للتلوث بمرور الزمن نتيجة للعوامل البيئية، وهو ما يؤثر على دقة تحليل الكربون المشع.
كما أشار إلى أن نتائج الدراسة الجديدة تتوافق مع قياسات أجريت على عينة من الكتان عثر عليها في موقع أثري في إسرائيل يعرف بـ "مسعدة"، والتي تعود إلى الفترة بين عامي 55 و74 ميلادية.
هل حسم الجدل؟
رغم النتائج المشجعة التي تقدمها هذه الدراسة الجديدة، إلا أن الجدل حول أصالة "كفن تورينو" لم ينتهِ بعد، ولا يزال هناك من يتمسك بفكرة أن الكفن لا يمكن أن يعود إلى عصر السيد المسيح، ويرون أنه مجرد تزوير من العصور الوسطى، وفي المقابل، تستمر الأبحاث العلمية في محاولة كشف الغموض المحيط بهذا الأثر التاريخي الذي يثير فضول المؤمنين والباحثين على حد سواء.
باستخدام التقنيات الحديثة، قد تفتح هذه الدراسة فصلًا جديدًا في تاريخ "كفن تورينو"، إلا أن الفصل النهائي لهذا الجدل يبقى رهناً بالاكتشافات المستقبلية.