اللواء نصر سالم يكشف أسرار خطة الخداع الاستراتيجي في حرب أكتوبر
كشف اللواء نصر سالم، المستشار بـ أكاديمية ناصر العسكرية،عن خطة الخداع الاستراتيجي في حرب أكتوبر موضحا أنه قبل اندلاع الحرب أُعلن عن تسيير رحلات عمرة وتقدم الضباط والعساكر وذهبوا للسفر، وكذلك سرحت مصر 20 ألف عسكري، وكان هذا تمويه حيث أدخل بدلًا منهم دون علم العدو.
سر سفر الرئيس السادات إلى أوروبا
وأوضح أن الرئيس الراحل أنور السادات جهز للسفر في أوروبا ليستجم، مع تسريب هذه المعلومة لإسرائيل حتى لا يعرفوا بأن هناك حربًا، وكذلك جُهّز لزيارة وزير دفاع رومانيا إلى مصر في 5 أكتوبر من أجل إكمال المناورة على إسرائيل، وطبقنا المفاجأة بالهجوم في وقت غير متوقع وسلاح غير متوقع في مكان غير متوقع، وهذا ما حقق النصر لمصر.
تابع : «عملنا مغامرة كانت هتضيعنا بالاتفاق مع سوريا اللي قولنلها تبلغ روسيا تخرج مواطنيها لكن بذكاء بس روسيا سحبت كل مواطنيها وإسرائيل فهمت إن ده خداع ومفيش حرب، القادة عرفوا قبل الحرب بساعات قليلة، وكنا على القناة 50 ألف جندي، دمرنا العدو الإسرائيلي من يوم 6 أكتوبر ليوم 9 ولولا تدخل الجسر الجوي الأمريكي ماكنتش إسرائيل هتعمل حاجة».
وكان من أبرز مواقف خطة الخداع الاستراتيجى دبلوماسياً إصدار الرئيس السادات توجيها لمندوبى مصر وسوريا فى مؤتمرات عدم الانحياز والأمم المتحدة وفى غيرها من الاجتماعات أن يتحدثوا بأسلوب السلام.
السادات يشارك بنفسه فى خطة الخداع الاستراتيجى
أيضا شارك الرئيس السادات بنفسه فى خطة الخداع الاستراتيجى لخلق صورة أمام العالم بأن مصر تسير فى طريق آخر غير طريق الحرب، فقام بجولة إلى السعودية وسوريا وقطر، وكانت كلها مباحثات فى إطار دعم القضية المصرية بالحلول السلمية، كما كان من بين أهم الأحداث التى تمت فى إطار خطة الدولة للخداع الاستراتيجى هو قصة طرد الخبراء السوفييت، وتصدير الفكرة بأن الجيش لا نية لديه للتطوير أو استكمال التسليح فى ذلك الوقت.
الخارجية تعلن رغبة مصر في التفاوض لاستعادة أرضها بشكل سلمي
وكذلك تكليف وزير الخارجية المصري محمد حسن الزيات بعقد لقاء مع نظيره الأمريكي هنري كيسنجر لإبلاغه برغبة مصر في التفاوض لإستعادة أرضها بشكل سلمي وتبادل الحديث حول مبادرة سلام كان كيسنجر بصدد التفكير فيها بعد الانتخابات التشريعية فى إسرائيل ومرت الجلسة فى سلام وجو هادئ ولم يدرك كيسنجر الأمر إلا بعد الحرب، فقد عرف أن الزيات قد نفذ خطة الخداع على أكمل وجه.
من ضمن خطة الخداع توقيع الرئيس السادات في 4 أكتوبر 1973عقداً يسمح لشركتي البترول الأمريكيتين "موبيل و إسو" بإستكشاف البترول في مصر وكذلك إنشاء إذاعة مصرية الإدارة عبرية اللغة من القاهرة تذيع الموسيقي و الأغاني الغربية لجذب أسماع الشعب الإسرائيلي إليها ولا تتحدث عن عداء لليهودية أو الصهيونية ، و تبعث برسائل بأن الشعب المصري ملتزم بوسائل الأمم المتحدة السلمية لإستعادة أراضيه المحتلة وأنه يريد السلام و البناء ولا يريد الحرب.
وامتدت إجراءات خطة الخداع بالإعلان عن زيارة قائد القوات الجوية المصري إلى ليبيا يوم 5 أكتوبر، ثم تقرر تأجيلها لعصر 6 أكتوبر من عام 1973 ، وتوجيه الدعوة إلى وزير الدفاع الرومانى لزيارة مصر يوم 8 أكتوبر، وتم الإعلان رسمياً عن الاستعداد لاستقبال الأميرة مارجريت صباح يوم 7 أكتوبر.
مذكرات "سنوات مضطربة"
ويكفي اعترافات هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى وقت حرب أكتوبر ومستشار الرئيس الأمريكى للأمن القومى في مذكراته "سنوات مضطربة" حيث اعترف بقوة خطط الخداع الإستراتيجية التى طبقها الجيش المصرى فى خداع إسرائيل والولايات المتحدة مجتمعين، حيث فوجئ الجميع بسرعة التنفيذ وهول النصر المصرى الكبير، موضحاً أن كل التحليلات الإسرائيلية والأمريكية كانت تري أن مصر عاجزة عسكرياً وأنها لن تحارب ،وأن المصريين سينتظرون كالعادة ما وعدناهم به من تحرك فعال فى اتجاه الحل السلمى بعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية فى الثلاثين من أكتوبر ".